سورة الزمر للشيخ خالد الجليل

MultiHoster

الردود على الافتراءات المثارة عن زواج سيدنا محمد من أمنا عائشة

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خير خلق الله

بفضل الله تم الانتهاء من الفيلم الوثائقي القصير * قصة زواج * ويعتبر من أقوي الردود على الافتراءات المثارة عن زواج سيدنا محمد من أمنا عائشة

 

فيا أنصار رسول الله فلنتعاون جميعا على الدفاع عن رسول الله و ننشر الفيديو على أوسع نطاق

 

 

 

قناة موقع نصرة رسول الله على اليوتيوب

To say that something is wrong or not, you have to say it is wrong because of what; because it is violating what.

Please check this video to know the truth about Prophet Mohammad & Aisha's Marriage.

 

If you want to read the perfect love story, I recommend that you don't read "Romeo and Juliet" but Read the story of Muhammad and Aisha, in the very words of Aisha herself explaining how beautiful this relationship was between her and Prophet Muhammad (PBUH)

 

            

Sponsored by 
Khalifa Al Hammadi
 
لمن يريد رعاية انتاج الأفلام الوثائقية بموقع نصرة رسول الله  الرجاء مراسلة
 

السبت، 13 أغسطس 2011

الإعجاز العلمي بالذبح

تناول اللحوم عند المسلمين و غيرهم مع بيان
الإعجاز العلمي بالذبح و وجوب عدم قطع النخاع الشوكي
"الذبح في الإسلام وقاية للإنسان وغاية في الرفق بالحيوان"

د. جواد الهدمي ( PhD )
دكتوراه علوم الدواجن التطبيقية وأمراضها/ لندن

مقدمة:
أشارت أبحاث الغرب إلى زيادة الوفيات بسبب اللحوم الحمراء, و بعد تحليل نتائجهم, تبين أن طعامهم فسد لمخالفتهم نمط الغذاء الإسلامي, مما دعاني لتحذير المستهلك المسلم في كل مكان من إتباع سنن الغرب في الطعام و الشراب, و ترك سنن الله في القرآن و السنة. ولأن نمط الغذاء الإسلامي في تناول اللحوم مرتبط بدرجة كبيرة بطريقة الذبح , فقد ارتأينا أن نبين موضع الإعجاز العلمي فيه, كما سنبين كيف أن الذبح الإسلامي يعد بمثابة التخدير للذبيحة, أي السكينة وعدم الشعور بالألم مع مناقشة الرأي العلمي والفقهي في جواز قطع الرقبة مع الذبح, وهو ما زال موضوع خلاف بين الفقهاء. كما أن هناك فتاوى أجازت التدويخ أي استخدام (الصدمة الكهربائية قبل الذبح) على أساس الظن والاحتمال أنها قد لا تؤدي إلى القتل وتقلل من الم الذبح ,
إذا فالتدويخ نظرية تعتمد على الاحتمالات و الظنيات و لا يوجد عليها دليل صحيح, و كون رابطة العالم الإسلامي في أحد التقارير وافقت على أن التدويخ لا يصحبه ألم فهذا أمر يحتاج إلى مراجعة وخصوصا في ظل الأبحاث الحديثة, ومنها بحثنا هذا ومما سبق ذكره في تقييم الألم والتشنجات علميا. وهنا أثير في ضوء هذه المعلومات إلى أهمية متابعة ما يذبح في الغرب ويصدر للعالم الإسلامي تحت اسم مذبوح  " حلال " وباستخدام الصدمة الكهربائية معتمدين على هذه الفتوى فلا بد من المراجعة. آمل أن يوفقنا الله تعالى في السياق في بيان موضع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لطريقة الذبح الإسلامية ولقد استفدنا ووظفنا مختلف العلوم الطبية والبشرية مثل علم التشريح وعلم الفسيولوجي وعلم الأعصاب وعلم التخدير ووظائف القلب وبيان الدورة الدموية وعملية التنفس في بيان ذلك, فديننا الحنيف هو دين العلم والإيمان, كما وبينا المتطلبات التشريحية والفسيولوجية لتنقية اللحوم من دمها لتأكيد هذا الأمر,
كما واتضح أيضا أن الإعجاز العلمي الفسيولوجي والتشريحي لم يقتصر على ذلك فحسب, بل أن تحديد مكان الذبح وطريقة الذبح حسب الشريعة الإسلامية هما إعجازين إلهيين آخرين لهما علاقة كبيرة بكفاءة تفريغ جسم الذبيحة وتنقيتها من الدم.   
ومن هنا فتمت المقارنة بوجه علمي بين الطريقة الإسلامية في الذبح والطرق المختلفة والمتبعة في الغرب وبيان أهميتها في تنقية اللحوم والحرص على صحة الإنسان من جهة ومن الرأفة بالحيوان من جهة أخرى, وهما المبدأين الأساسيين التي اعتمدتهما الشريعة بالذبح. 

* الهدف من البحث:
1. بيان أن الحل الأمثل هو  في إتباع آداب التغذية في القرآن و السنة للأسباب التالية:
أمرنا رب العالمين باختيار الطيب من كل شيء و البعد عن الفاسد وفي الربط بين التقوى والأكل من رزق الله وهو دليل واضح على ضرورة الالتزام بمنهج الله، فيما يتعلق بالحصول على الغذاء وتناوله.
بين لنا رب العزة أهمية بعض أنواع الأغذية المفيدة في القرآن و السنة, و هي كثيرة و أكتفي بالإشارة إلى اللحم و الدهون الحيوانية, و الزيوت النباتية:
حرم الله سبحانه وتعالى بعض الأطعمة لضررها .. منها الخمر و منها لحم الخنزير والميتة والدم.
كما حرم ربنا علينا الإسراف "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين " وفاتورة الإسراف لابد من دفعها ولو بعد حين .. ولمدة سنوات أيضا .
2. قضية الذبح الحلال قال فيها تعالي " ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق "
و في هذه التعاليم السامية. ذلك لتوضيح الأمور التالية:
بيان الإعجاز العلمي في موافقة الذبح الإسلامي للمتطلبات الفسيولوجية و التشريحية لتنقية اللحوم من الدم.
من الطرق المتَّبعة في بعض الدول غير الإسلامية قطع النخاع من خلال قطع الرقبة لضمان ثبات سريع للحيوان, مما يؤدي إلى احتقان الذبيحة بالدماء.. كما أردت أن أبين أن بقاء النخاع الشوكي بدون قطع لا يعني بقاء الألم لأن في الذبح الإسلامي تخدير للذبيحة فلا تشعر بالألم.
ظن الغرب أن في الذبح الإسلامي نوع من الألم لكون الذبيحة تتحرك بعد الذبح, فلجئوا إلى تخدير الحيوان المراد ذبحه قبل الذبح بطرق عديدة بعضها قد يقتل الحيوان قبل ذبحه أو يشل حركته فتحتبس الدماء في أعضائه, و لذا فقد أردت أن أبين أن الذبح الإسلامي يعتبر بمثابة تخدير عام للذبيحة مع الحفاظ على حركتها مما يسهل التخلص من الدماء.

النص المعجز (الآية أو الحديث).
أولا:  الحل الأمثل هو  في إتباع آداب التغذية في القرآن و السنة
1. أمرنا رب العالمين باختيار الطيب من كل شيء و البعد عن الفاسد, قال تعالي {وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي انتم به مؤمنون} 88 المائدة, وفي الربط بين التقوى والأكل من رزق الله دليل واضح على ضرورة الالتزام بمنهج الله، فيما يتعلق بالحصول على الغذاء وتناوله، لما لذلك من تأثير كبير على حياة الإنسان وسلوكه ومعاشه.
2. بين لنا رب العزة أهمية بعض أنواع الأغذية المفيدة في القرآن و السنة, و هي كثيرة و أكتفي بالإشارة إلي اللحم و الدهون الحيوانية, و الزيوت النباتية:
قال تعالي (و أمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون) 22 الطور، وقال " أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون، وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون) 72 يسن, و  ذكر ابن ماجة من حديث أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (سيد طعام أهـل الدنيا وأهل الجنة اللحم)، و كان صلي الله عليه و سلم يحب أكل الثريد و هو مصنوع من اللحم.
أما عن الدهون الحيوانية المشتقة من ألبان الأنعام كالسمن البلدي, فقد عرف عنه صلي الله عليه و سلم في الحديث المتفق عليه (أنه كان يأكل الخبز و السمن), و كذا كان صحابته كعمر بن الخطاب يفعلون ذلك, و النبي صلي الله عليه و سلم ما فعل شيء إلا و فيه الخير و لو كان في السمن الحيواني ضرر لما أكله و لنهي عنه.
أما عن أهمية الزيوت النباتية, فقد قال تعالي مشيرا إلي أهمية زيت الزيتون  {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ }المؤمنون20, و قال صلي الله عليه و سلم (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة) رواه الترمذي و صححه الألباني. فتناول الزيوت في صورتها الطبيعية أصح و أولى, أما تحويلها إلي سمن نباتي من خلال بعض التفاعلات الكيميائية ففيه تغيير لخلق الله, و كما أثبتنا في هذا البحث أن للسمن النباتي و الدهون المتحولة مخاطر كبيرة علي صحة الإنسان.
3. حرم الله سبحانه وتعالى بعض الأطعمة لضررها .. منها الخمر و منها لحم الخنزير والميتة والدم – فقال تعالي " حرمت عليكم الميتة والدم وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم .. وما ذبح على النصب" 3 المائدة،  و قال "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون " 90 المائدة.
4. كما حرم ربنا علينا الإسراف "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين " وفاتورة الإسراف لابد من دفعها ولو بعد حين .. ولمدة سنوات أيضا .
5. وحذرنا الله سبحانه وتعالى من التلوث وأثره على الطعام والصحة فقال تعالي "والبلد الطيب يخرج نباته بأذن ربه-والذي خبث لا يخرج إلا نكدا "(الاعراف57) .
ثانيا:  قضية الذبح الحلال
فبالنسبة لمبدأ لصحة الإنسان قال تعالى (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم) 3 المائدة, و قال تعالى (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير)173 البقرة, فحرم على الإنسان كل لحم من شأنه أن يؤدي إلى الضرر بصحة الإنسان, و فرض عليه تذكية الحيوان المشروع أكله أي ذبحه للتخلص من دمائه.
أما بالنسبة إلى مبدأ الإنسانية و الرفق بالحيوان فقد قال تعالى (ولا تأكلوا ممَا لم يُذكرْ اسم’ اللهِ عليه) الأنعام 121, وسيرد التفصيل العلمي لاحقا لبيان أهمية التسمية في سكون الحيوان عند الذبح ونوعية اللحوم الناتجة, و قال صلي الله عليه و سلم (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته) رواه مسلم.
كما قال تعالى " ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق "
و في هذه التعاليم السامية و غيرها الكثير مما لم يتسع المقام لذكره النفع العميم, لأنها تجلب له مرضاة الله لالتزامه بسنن الإسلام, كما تجلب له الصحة و العافية و تكفيه العديد من الأمراض التي أصابت العالم الغربي بسبب بعده عن تعاليم الإسلام.   

الحقيقة العلمية المرتبطة بالنص ووجه الإعجاز فيه.

أولا:  الحل الأمثل هو  في إتباع آداب التغذية في القرآن و السنة
اللحوم الحمراء والسرطان وأمراض القلب... هل من علاقة؟ 
تحت هذا العنوان أو عناوين مشابهة نشرت عدة مواقع الكترونية  في مايو 2009 موضوعا هاما قام به صاحب هذا البحث  وتساءل فيه "هل أن ارتفاع نسبة الوفيات والإصابات السرطانية مرتبطة فعلا بزيادة استهلاك اللحوم الحمراء  خصوصا واللحوم البيضاء عموما؟"  وكان البحث عبارة عن " قراءة علمية  وتحليل نتائج لأحدث الأبحاث الواردة من أمريكا وأوروبا" التي ربطت بين الاستهلاك وبين أمراض السرطان والقلب, وكانت تلك النتائج المنشورة غير منطقية وأثارت الخوف والبلبلة.
قدم هذا البحث في حينه إلى عدة جهات أمريكية ذات الاختصاص ومنها جامعة هارفارد والجمعية العلمية الطبية بهارفارد ومؤسسة علوم اللحوم الأمريكية AMSA وأل BBC News.  وكان صاحب هذا البحث  قد فند في بحثه المعلومات التي توصل إليها البحثان الأمريكي والبريطاني  وعدد عشرة عوامل أخرى منها ما هو مرتبط بطريقة الذبح وبطريقة الطهي وبسلوكيات الأكل ومعالجة اللحوم بالأشعة وضرر استخدام السمن النباتي وزبدة المرجرين  ...الخ  وليس باللحوم الحمراء واستهلاكه المباشر.

لقد أصدرت جامعة هارفارد الأميركية حديثا (مايو 2010 ) تحليلا لنتائج عشرين بحثا علميا حول علاقة السرطان باللحوم الحمراء كان أحدها الدراسة التحليلية الهامة التي تقدم بها د. جواد أكدت فيه عدم صحة الربط بينهما, وهو ما توصلنا إليه في الدراسة التحليلية, وتحليل النتائج العلمية للبحث بين أن هناك مفاهيم علمية جديدة قد غيرت المفاهيم السابقة المتعارف عليها في الوسطين العلمي والعام, مما يعد إنجازا علميا هاما يتوافق وما جاء بالمفهوم الإسلامي المتعلق بالغذاء وسلوكيات الأكل.

ما ورد أعلاه يؤكد الترابط الوثيق بين العلم والشريعة وعدم تعارضهما وأساس ديننا الحنيف هو العلم والإيمان. وهنا وجه الإعجاز العلمي فيما أوصانا الله تعالى إليه في إتباع سننه وشرائعه.


ثانيا:  قضية الذبح الحلال
* بيان المتطلبات الفسيولوجية والتشريحية لتنقية اللحوم من دمها:
إذا كان الهدف هو التخلص من الجزء الأكبر من دم الذبيحة فمن المعروف أن هذا الدم يسير في دائرة مغلقة في الجسم هي الدورة الدموية, وحتى يتم التخلص منه لا بد إذا من قطع الأوردة والشرايين لكي يسمح للدم بالخروج. ولهذا فانتشار تلك الأوردة وخصوصا القريب منها من سطح الجلد هي ضرورة أكيدة وأساسية لعملية النزف. ومن هنا فكبر حجم الأوردة الممكن قطعها وزيادة عددها تعني بالضرورة الكمية الكبرى من الدم الممكن التخلص منها في جسم الحيوان. ومن الواضح أنه من الناحية التشريحية للجسم Anatomically فان هذه الأوردة المطلوبة تتركز في العنق أو الرقبة حيث يوجد الوريد الودجي (Jagular veins), و الشريان السباتي (Carotid arteries) الملاصق للوريد الودجي, وكذلك الحلقوم والمريء فتقع جميعها قريبة من سطح الجلد.
كذلك من المعروف علميا أنه كلما زاد مدى نبضة القلب وقوتها the heart beats كلما زادت كمية الدم المتدفقة خارجا لحظة قطع الأوردة. وبالتالي فان الحيوان الميت أو شبه الميت سوف ينزف بعض الوقت وبكمية قليلة فقط من الدم الواجب إخراجه أو التخلص منه.
من المعروف علميا أيضا أنه كلما زادت عملية التنفس في الرئتين قوة و عمقا كلما زادت عملية امتصاص ثم تدفق الدم من والى القلب من المناطق المحيطة به. كذلك فان سرعة التنفس تضمن أيضا أكسدة جيدة للأنسجة " أي دخول كمية جيدة من الأكسجين إليها" وبالتالي تمنع حدوث حالة الخمول والكسل الناتجة عن نقص الأكسجين (Prevents stagnant and anoxia) , والتي تؤثر على مستوى الحموضة في الدم (of the blood P.H) وفي الأنسجة لأهمية حموضة الدم في عملية استخراج الدم من تلك الأنسجة وبالتالي تؤثر لاحقا على نوعية اللحوم.
يمكن القول أيضا أن انقباض العضلات يؤدي إلى زيادة ضغط عضلات الجسم على الأوعية الدموية و لذلك تأثير كبير على تدفق الدم خارجا بعد عملية الذبح وحتى النقطة الأخيرة منه.
و من المهم أن نعرف أنه لا يمكن الوصول إلى تلك المعادلة وتحقيق تلك الشروط العلمية المذكورة أعلاه لضمان خروج وتخليص الجسم من الدم الفاسد والتنقية التامة إلا من خلال الأمور التالية:
1. استمرار عمل الأوردة الدموية بصورة فعالة من خلال ميكنة داخلية مركزية وفي حالة وعي لدى الحيوان أو الطير (Consciousness) أي ليس حالة موت.
2. ضمان عمل قلب طبيعي (Normal Heart)
3. ضمان عمل دورة دموية وعملية تنفس مركزية طبيعية  (A normal circulatory and normal respiratory centre).
4. عدم قطع الحبل الشوكي للذبيحة (Intact spinal cord)
بقي أن نشير إلى أن الإعجاز العلمي الفسيولوجي والتشريحي لم يقتصر على ذلك فحسب, بل أن تحديد مكان الذبح وطريقة الذبح حسب الشريعة الإسلامية هما إعجازين إلهيين آخرين لهما علاقة كبيرة بكفاءة تفريغ جسم الذبيحة من الدم ففوق مكان القطع من جهة الرأس وبالقرب من الحنجرة يوجد جهاز عبارة عن غدة وتسمى البارورسيبتر (Arterial Baroreceptor ) وهي المسئولة عن ضبط ضغط الدم إلى الدماغ , فعندما يقل الضغط يرسل هذا الجهاز إلى القلب أوامر بزيادة عدد الضربات وقوتها لضخ دم أكثر في محاولة لرفع الضغط المنخفض إلى الدماغ لزيادة الدم المتدفق والمطلوب إلى الدماغ, وهذا يؤدي إلى زيادة الإشارات المرسلة أيضا من الجهاز السمبثاوي إلى الجسم عامة وينتج عنه تقلص شديد في الأوعية الدموية للجسم وتشنج لجميع عضلات الجسم وحيث أن القطع قد حدث فيفرغ الجسم كليا من الدم. من المهم جدا الإشارة هنا إلى أن (Arterial Baroreceptor ) مهمة وفعالة جدا في الفترات القصيرة ثواني أو دقائق, أكثر منها أهمية في الفترات الطويلة من حيث عملية ضبط وتنظيم ضغط الدم في الشرايين (control of mean arterial pressure (MAP) ) و الفترات القصيرة هي لحظات الذبح وتفريغ الدم أيضا. هذا من حيث مكان القطع أما طريقة القطع فلا يتم قطع رأس الذبيحة وفصلها عن الجسم مباشرة إلا بعد أن يتم تفريغ الدم وهذا يسمح للنخاع الشوكي بمواصلة عمله في توصيل وتمرير الإشارات العصبية من الدماغ إلى الجسم.
هذه هي المتطلبات الفسيولوجية والتشريحية التي اكتشفها التطور العلمي حديثا لكن القرآن الكريم و السنة النبوية قد أشارا إليها منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ولم يكن من المقدور تفسيرها علميا.
* كيف فسر العلم الحديث عملية الذبح حسب الشريعة الإسلامية فسيولوجيا؟
أولا: الذبح الإسلامي يؤدي إلى تخدير الذبيحة و فقدان الإحساس بالألم
إن الطريقة الإسلامية في الذبح إذا أجريت بالطريقة الصحيحة تقطع الدم والهواء فوراً عن الدماغ فيصاب الحيوان بإغماء كامل ويفقد الحس تماماً والاختلاجات التي تحدث هي عبارة عن أفعال انعكاسية لها أهمية كبيرة في تخليص الذبيحة تماماً مما بها من الدم.
و سبحان من دل حبيبه المصطفي صلي الله عليه و سلم علي أن الذبح الإسلامي فيه تخدير للذبيحة من الألم فقال صلي الله عليه و سلم (من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين), رواه أبو داود و صححه الألباني. إذا فالذبح الإسلامي كما بينا في هذا البحث يساعد علي تخدير الذبيحة. فمن الذي دل الحبيب صلي الله عليه و سلم علي أن الذبح بالسكين يريح الذبيحة من الألم و أن الذبح بغير الهدي الإسلامي و بغير سكين يسبب الكثير من الألم, و ذلك في زمن لم يكن بوسع أحد أن يدرس تلك المسائل و لا توج الآلة التي يسجلون بها إشارات المخ.
التفسير العلمي لمنع قطع النخاع ووجه الإعجاز في بقاءه:
سبق و قلت بأنه لضمان تفريغ جسم الذبيحة من الدم فانه ينبغي أن يبقى القلب في حالة نبض بقوة, و تقوم الرئة بالوظيفة التنفسية, بالإضافة إلى تشنج العضلات, و كل هذه الوظائف لكي تستمر لوقت مناسب لتفريغ جسد الذبيحة من الدم, ينبغي ألا يتم قطع رأس الذبيحة وفصلها عن الجسم مباشرة إلا بعد أن يتم تفريغ الدم وهذا يسمح للنخاع الشوكي بمواصلة عمله في توصيل وتمرير الإشارات العصبية من الدماغ إلى الجسم, فإذا ما تعرض هذا الحبل إلى أي تشويه أو قطع فإنه يتوقف عن إيصال الأوامر لأنحاء الجسم وهو ما يسمى بالشلل، و ينتج عن ذلك نقص التفريغ الدموي من جسد الذبيحة.
اكتشف العلم أن مراكز الإحساس بالألم تتعطل إذا توقف ضخ الدماء عنها لمدة ثلاث ثوانٍ فقط، لأنها بحاجة إلى وجود الأكسجين في الدم باستمرار. إن الجهاز العصبي لا يزال حياً، وما تزال فيه حيوية، ولم يفقد منه غير وعيه فقط. وفي هذه الحالة ما دمنا لم نقطع العنق فإننا لم نعتدِ على الجهاز العصبي فتظل الحياة موجودة فيه، لكن الذي يحدث في عملية الذبح بطريقة المسلمين أن يبدأ الجهاز العصبي بإرسال إشارات من المخ إلى القلب طالباً منه إمداده بالدماء لأنها لم تصل إليه، وكأنه ينادي: لقد انقطعت عني الدماء.. أرسل إلينا دماً أيها القلب، يا عضلات ... أمدي القلب بالدماء، أيها الجسم.. أخْرِج الدماء فإن المخ في خطر، عندها تقوم العضلات بالضغط فوراً، ويحدث تحرك شديد للأحشاء والعضلات الداخلية والخارجية، فتضغط بشدة وتقذف كل ما فيها من دماء وتضخها إلى القلب، ثم يقوم القلب بدوره بالإسراع في دقاته بعد أن يمتلئ بالدماء تماماً، فيقوم بإرسالها مباشرة إلى المخ، ولكنها ـ بطبيعة الحال ـ تخرج للخارج ولا تصل إليه، فتجد الحيوان يتلوى، وإذا به يضخ الدماء باستمرار حتى يتخلص جسم هذا الحيوان تماماً من الدماء، و بذلك يتخلص جسم هذا الحيوان من أكبر بيئة خصبة لنمو الجراثيم، وأخطر مادة على الإنسان أي أن الحيوان المذبوح يفقد الحياة خلال ثلاث ثوانٍ فقط إذا ذبح بالطريقة الصحيحة، وإن ما نراه في الحيوان من رفس وتشنج وما شابه ذلك هي من مؤثرات بقاء الحياة في الجهاز العصبي، ولا يشعر الحيوان المذبوح بها على الإطلاق.         
* الحكم الشرعي في قطع رقبة الذبيحة (النخع) وما هو مدى التوافق العلمي والشرعي.
اختلف العلماء في القدر الواجب قطعه عند التذكية, و قد أشار إلى ذلك فضيلة العلامة بن عثيمين في كتابه المنشور على موقعه أحكام الأضحية و الذكاة, فقال (وسبب اختلاف العلماء فيما يشترط قطعه في الذكاة وفي كيفيته أنه ليس في النصوص الواردة ذكر ما يقطع ، وإنما فيها اعتبار إنهار الدم, وفيها أيضا تعيين الأوداج بالقطع فيما رواه أبو داود عن ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن شريطة الشيطان، وهي التي تذبح فيقطع الجلد ولا تفرى الأوداج، ثم تترك حتى تموت، وفيما رواه ابن أبي شيبة عن رافع بن خديج رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الذبح بالليطة فقال( كل ما أفرى الأوداج إلا سناً أو ظفراً) وهذه الأحاديث وإن كانت ضعيفة لا تقوم بها الحجة بمفردها إلا أنها تعضد بمعنى ما ثبت في الصحيحين من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ما لم يكن سنا أو ظفر) ، فعلق الحكم على إنهار الدم ، ومن المعلوم أن أبلغ ما يكون به الإنهار قطع الودجين . وعلى هذا فيشترط لحل الذبيحة بالذكاة قطع الودجين ، فلو ذبحها ولم يقطعهما لم تحل ، ولو قطعهما حلت وإن لم يقطع الحلقوم أو المريء . وليس في اشتراط قطع الحلقوم والمريء نص يجب المصير إليه ، قال ابن رشد في (( بداية المجتهد )) : وأما من اشترط قطع الحلقوم والمريء فليس له حجة من السماع ، وأكثر من ذلك من اشتراط المريء والحلقوم دون الودجين .).
و قد اجتهد بعض الفقهاء في بيان جواز قطع الرقبة حين الذبح, أي جواز قطع النخاع أو ما يسمى بالحبل الشوكي, و كان هذا الاجتهاد دون سند قوي يعتز به سواء أكان فقهيا أو علميا, و حجتهم في ذلك أن الذابح في هذه الحالة قد أتي بشروط التذكية من قطع الودجين و إراقة الدماء و ما زاد عن ذلك فلا بأس به, و من ذلك ما نقله العلامة بن عثيمين في المصدر السابق (وإن قطع الرأس مرة واحدة ؛ حلت لحصول الذكاة بذلك ، وقد روى ابن حزم من طريق ابن أبي شيبة عن على بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن رجل ضرب عنق بعير بالسيف ، وذكر اسم الله فقطعه ، فقال علي رضي الله عنه : ذكاة وحية أي سريعة ، وقال ابن عمر وابن عباس وانس رضي الله عنهم : إذا قطع الرأس فلا بأس ، ذكره البخاري تعليقا).
و لكن هذا الرأي الفقهي لا سند له و لا يقوي على رد قول من قال من الفقهاء بعدم جواز قطع رقبة الذبيحة حال الذبح حيث أنهم استندوا في رأيهم ذلك إلي ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, فعن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال (ألا إن الذكاة في الحلق واللبة، ألا ولا تعجلوا الأنفس أن تزهق، وأيام منى أيام أكل وشرب وبعال), و قطع الرقبة فيه تعجيل لزهق الأنفس, وعن ابن عباس: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذبيحة أن تفرس يعني أن تنخع قبل أن تموت". وعن نَافِعٌ "أَنَّ ابْنَ عُمَرَ نَهَى عَنْ النَّخْعِ يَقُولُ يَقْطَعُ مَا دُونَ الْعَظْمِ ثُمَّ يَدَعُ حَتَّى تَمُوتَ", و النَّخْع بفتح النون وسكون الخاء المعجمة فسره في الخبر بأنه: قطع ما دون العظم، والنخاع عرق أبيض في فقار الظهر إلى القلب يقال له: خيط الرقبة، وقال الشافعي: النخع أن تذبح الشاة ثم يكسر قفاها من موضع المذبح، أو تضرب ليعجل قطع حركتها.
لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته". فالذبح له آداب ينبغي على المسلم مراعاتها، ومن هذه الآداب التي تدل على عظمة هذا الدين، أنه حث على راحة الحيوان المذبوح قدر المستطاع، فيستحب أن يحد الذابح شفرته قبل الذبح، ويكره الذبح بآلة كاله لما في ذلك من تعذيب للحيوان، كما يكره أن تحد السكين أمام الذبيحة، ويكره أن تذبح الذبيحة أمام أخرى، كما يندب تقديم الماء للحيوان قبل ذبحه، ويندب إمرار السكين على الذبيحة برفق ذهاباً وإياباً، فهذا من الإحسان الذي أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذا فالأحاديث السابقة تشير إلى معجزة حقيقة في تحديد المقدار الواجب قطعه من رقبة الذبيحة حال الذبح, فقد نهي النبي صلي الله عليه و سلم عن الذبح السطحي الذي لا يفري الأوداج, و سماه شريطة الشيطان, كما نهي عن المبالغة في الذبح حتى يصل إلي النخاع, و حدد المطلوب بقوله (ما أنهر الدم), و بقوله (كل ما أفري الأوداج), و لم نراه أبدا صلي الله عليه و سلم يقطع رقبة و لم نسمع أبدا أنه صلي الله عليه و سلم أمر بقطع الرقبة.
وهذا التبيين الواضح من النبي صلي الله عليه و سلم علمناه اليوم بعد مرور ألف وأربعمائة عام على الأوامر الشرعية التي أمرنا بها الإسلام أفلا يدل هذا على أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين العلم وعلى أن ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو من عند خالق عليم خبير بأحوال وكل دقائق هذا الخلق؟! حيث نطق بها رجل أمي في زمن لم تتوفر فيه أي من وسائل البحث والتجارب اليوم. بل تجلت هذه المفاهيم اليوم في عصر العلم والنهضة والتقنية؛ فحري بنا أن نؤمن وقد قامت الحجة علينا بما لا يدع مجالاً للشك أو الريب من أن محمداً هو رسول الله وأنه مرسل من رب رحيم يريد من عباده أن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً.
بعد هذا التوضيح العلمي والربط بين الفقه الإسلامي والشريعة والعلم أما يزال هناك شك في عدم جواز قطع الرقبة وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذبيحة أن تفرس يعني أن تنخع قبل أن تموت".؟! فقطع الحبل الشوكي يعني وبكل بساطة إلغاء لمراد الشريعة الإسلامية و للإعجاز العلمي في الذبح الإسلامي و بدون دليل من قرآن أو سنة, فهل يتراجع من أجازها بخطأ غير مقصود عن فتواه؟! فلم يعد هناك شك في وجوب عدم قطع رقبة الذبيحة وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذبيحة أن تفرس يعني أن تنخع قبل أن تموت".؟!
و قد يسأل سائل فما تقولون في من قطع الرقبة بطريق الخطأ (عن غير عمد), هل يجوز الأكل من ذبيحته أم لا؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مركز تحميل الصور الاسلامية

تحدي بين مدرس يهودي وطالب مسلم

su-34

أركان الإسلام

a7dathalnihaya