سورة الزمر للشيخ خالد الجليل

MultiHoster

الردود على الافتراءات المثارة عن زواج سيدنا محمد من أمنا عائشة

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خير خلق الله

بفضل الله تم الانتهاء من الفيلم الوثائقي القصير * قصة زواج * ويعتبر من أقوي الردود على الافتراءات المثارة عن زواج سيدنا محمد من أمنا عائشة

 

فيا أنصار رسول الله فلنتعاون جميعا على الدفاع عن رسول الله و ننشر الفيديو على أوسع نطاق

 

 

 

قناة موقع نصرة رسول الله على اليوتيوب

To say that something is wrong or not, you have to say it is wrong because of what; because it is violating what.

Please check this video to know the truth about Prophet Mohammad & Aisha's Marriage.

 

If you want to read the perfect love story, I recommend that you don't read "Romeo and Juliet" but Read the story of Muhammad and Aisha, in the very words of Aisha herself explaining how beautiful this relationship was between her and Prophet Muhammad (PBUH)

 

            

Sponsored by 
Khalifa Al Hammadi
 
لمن يريد رعاية انتاج الأفلام الوثائقية بموقع نصرة رسول الله  الرجاء مراسلة
 

الجمعة، 19 أغسطس 2011

السيره العطره ( سيره العشره المبشرون بالجنه 2


استخلاف عمر


لمّا أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاب بعث إليه وقال  إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه ،فاتق الله يا عمر بطاعته ، وأطعه بتقواه ، فإن المتقي آمن محفوظ ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به ، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ ، وأن يحبط عمله ، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم ، وأن تصم بطنك من أموالهم ، وأن يخف لسانك عن أعراضهم ، فافعل ولا حول ولا قوة إلا بالله )000



وفاته



ولد أبو بكر في مكة عام ( 51 قبل الهجرة ) ومات بالمدينة بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال سنة ( 13 هـ )ولمّا كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة بالبكاء ، ودهش الناس كيوم قُبض الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وجاء علي بن أبي طالب باكيا مسرعا وهو يقول  اليوم انقطعت خلافة النبوة)حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجّىً فقال  رحمك الله يا أبا بكر ، كنت أول القوم إسلاما ، وأكملهم إيمانا ، وأخوفهم لله ، وأشدهم يقينا ، وأعظمهم عناءً ، وأحوطهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأحدبهم على الإسلام ، وآمنهم على أصحابه ، وأحسنهم صُحْبة ، وأفضلهم مناقب ، وأكثرهم سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- به هدياً وخُلُقاً وسمتاً وفعلاً




عمر بن الخطاب

أحد العشرة المبشرين بالجنة

يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا"

فجا قط الا سلك فجا غير فجك "
حديث شريف

الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولد
بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) ، عرف في شبابه بالشـدة
والقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه
قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهموأصبح الصحابي
العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين


اسلامه

أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة ، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطـاب متقلـدا سيفه الذي خـرج به ليصفـي حسابه مع الإسـلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة  دلوني على محمد )وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح  يا عمـر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس يقول  اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب )فسأله عمر من فوره  وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟)وأجاب خباب  عند الصفـا في دار الأرقـم بن أبي الأرقـم )
ومضى عمر الى مصيره العظيمففي دار الأرقم خرج إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال  أما أنت منتهيا يا عمر حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب )فقال عمر  أشهد أنّك رسول الله )
وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون في دار الأرقم  والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك )وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل


مناقبه

هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب  إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه ) كما قال عبد الله بن عمر  مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر )
وكان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، قال فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم -  يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط الا سلك فجا غير فجك )
ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم  
من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي )

فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه

عمر في الأحاديث النبوية

رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب نذكر منها( إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه )( الحق بعدي مع عمـر حيث كان ) ( لو كان بعدي نبيّ لكان عمـر بن الخطاب )( إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه )( ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر )
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-  رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا بلال ، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك )فقال عمر  بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار !)
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-  بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب )قالوا  فما أوّلته يا رسول الله ؟) قال  العلم )
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-  بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه )قالوا  فما أوَّلته يا رسول الله ؟)قال  الدين )


خلافة عمر

رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان  اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله ) وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهمأوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلااللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم )ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليت من جهد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا )فرد المسلمون سمعنا وأطعنا)وبايعوه سنة ( 13 هـ )


انجازاته

استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمةلهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال  كان اسلام عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)
فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 هـ ) ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 هـ ) ، وأول من عسّ في عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّـر الأمصار ، واستقضـى القضـاة ، ودون الدواويـن ، وفرض الأعطيـة ، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها
وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-
وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة

الفتوحات الإسلامية

لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّوقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم  كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج )


هَيْـبَتِـه و تواضعه

وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة


استشهاده

كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها  اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك)وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدةودفن الى جوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة


السيره العطره ( سيره العشره المبشرون بالجنه 1


أبو بكر الصديق


أحد العشرة المبشرين بالجنة




هو عبد الله بن أبي قحافة، من قبيلة قريش، ولد بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث
سنيـن ، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه ، كان يعمل بالتجارة ومـن
أغنياء مكـة المعروفين ، وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريـش بها وبما كان فيها من
خير وشـر وكان ذا خلق ومعروف يأتونه الرجال ويألفونـه اعتنـق الاسلام دون تردد فهو
أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين اللـه فاستجاب له عدد من قريش من
بينهم عثمـان بن عفـان ، والزبيـر بن العـوام ، وعبدالرحمـن بن عـوف ، والأرقـم
ابن أبي الأرقـم

إسلامه



لقي أبو بكر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال  أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا ، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا ؟!)فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-  إني رسول الله يا أبا بكر ، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ، وأدعوك الى الله بالحق ، فوالله إنه للحق أدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ، ولا نعبد غيره ، والموالاة على طاعته أهل طاعته )وقرأ عليه القرآن فلم ينكر ، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد ، وأقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدّقيقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-  ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه )

أول خطيب

عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً ، ألح أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول  يا أبا بكر إنّا قليل )فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد ، وكل رجل معه ، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس ، وكان أول خطيب دعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا ، ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه ، وجاء بنو تيم تتعادى ، فأجلوا المشركين عن أبي بكر ، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته ، ورجعوا بيوتهم و قالوا  والله لئن مات أبو بكـر لنقتلـن عُتبة )ورجعوا الى أبي بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال  ما فعـل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)فنالوه بألسنتهم وقاموا


أم الخير


ولمّا خلت أم الخير ( والـدة أبي بكر ) به جعـل يقول  ما فعل رسول الله -صلـى اللـه عليه وسلم-؟)قالت  والله ما لي علم بصاحبك )قال  فاذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه )فخرجت حتى جاءت أم جميل ، فقالت  إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ؟)قالت  ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن تحبي أن أمضي معك الى ابنك فعلت ؟)قالت  نعم )فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا ، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت  إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق ؟! وإنّي لأرجو أن ينتقـم اللـه لك )قال  فما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟) قالت  هذه أمك تسمع ؟)قال  فلا عين عليك منها )قالت  سالم صالح )قال  فأين هو ؟)قالت  في دار الأرقم )قال  فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )فأمهَلَتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانكب عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول الله فقال أبو بكر  بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي ، وهذه أمي بَرّة بوالديها ، وأنت مبارك فادعها الى الله ، وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار )فدعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم دعاها الى الله عزّ وجل ، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً ، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم
جهاده بماله

أنفق أبوبكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس

فنزل فيه قوله تعالى :

"( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ")

منزلته من الرسول


كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس الى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه  ان من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر )
كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة ، وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-  أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )وأنه صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-  أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار )
كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم الإفتخـار بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته له وفي ذلك يقول  والذي نفسي بيـده لقرابة رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبُّ إليّ من أن أصل قرابتي )




الإسراء والمعراج


وحينما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة الى بيت المقدس ذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له  هل لك يا أبا بكر في صاحبك ، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع الى مكة !)فقال لهم أبو بكر  إنكم تكذبون عليه )فقالوا  بلى ، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ) فقال أبو بكر  والله لئن كان قاله لقد صدق ، فما يعجّبكم من ذلك ! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء الى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ! فهذا أبعد مما تعجبون منه )ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال  يا نبي الله ، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟)قال  نعم )قال  يا نبي الله فاصفه لي ، فإني قد جئته )فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  فرفع لي حتى نظرت إليه)فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر صدقت ، أشهد أنك رسول الله )حتى إذا انتهى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر  وأنت يا أبا بكر الصديق )فيومئذ سماه الصديق


الصحبة

ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة الى المدينةالمنورة

فقال تعالى :

"( ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )"

كان أبو بكر رجلا ذا مال ، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في الهجرة فقال له الرسول  لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً )فطمع بأن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما يعني نفسه حين قال له ذلك ، فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادا لذلك ، وفي يوم الهجرة ، أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيت أبي بكر بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها ، فلما رآه أبو بكر قال  ما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-هذه الساعة إلا لأمر حدث )فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس عند أبي بكر إلا أسماء وعائشة ، فقال الرسول  أخرج عني من عندك )فقال أبو بكر  يا رسول الله ، إنما هما ابنتاي ، وما ذاك ؟ فداك أبي وأمي !)فقال  إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة )فقال أبو بكر  الصُّحبة يا رسول الله ؟)قال  الصُّحبة )تقول السيدة عائشة  فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ )ثم قال أبو بكر  يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا )فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط ، وكان مشركاً يدلهما على الطريق ، فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما



مناقبه وكراماته

مناقب أبو بكر -رضي الله عنه- كثيرة ومتعددة فمن مناقبه السبق الى أنواع الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن الخطاب  ما سبقت أبا بكر الى خير إلاّ سبقني )وكان أبو بكر الصديق يفهم إشارات الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تخفى على غيره كحديث  أن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عنده ) ، ففهم أنه عليه الصلاة والسلام ينعي نفسه ، ومن ذلك أيضا فتواه في حضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإقراره على ذلك
وهو أول خليفة في الإسلام ، وأول من جمع المصحـف الشريـف ، وأول من أقام للناس حجّهـم في حياة رسـول اللـه -صلى اللـه عليـه وسلم- وبعده وكان في الجاهلية قد حرم على نفسه شرب الخمر ، وفي الإسلام امتنع عن قول الشعر كما أنه -رضي الله عنه- لم يفته أي مشهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-وقد قال له الرسول -صلى اللـه عليه وسلم-  أنت عتيق الله من النار ) ، فسمّي عتيقاً


وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال  كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!)




خلافته


وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع اليها ، اذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له
  يا عمر لا حاجة لي في امارتكم !!) فرد عليه عمر  أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك)



جيش أسامة



وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام ، فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على مسيرة ليلة من المدينة- قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا


  يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟!)فقال
  والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله )فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا
  لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام



حروب الردة



بعد وفـاة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ارتدت العرب ومنعت الزكاة ، واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيـد ، قال عمر بن الخطاب

  كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
  أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله )؟!)فقال أبو بكر
  الزكاة حقُّ المال )وقال  والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها )ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقام الدين ، وانتهى أمر المرتدين

جيوش العراق والشام
ولمّا فرغ أبو بكر -رضي الله عنه- من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام وخالد بن الوليد الى العراق ، وكان لا يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتا على الإسلام


من أوجه الإعجاز العلمي في التيمم


يصف ربنا- تبارك وتعالى- الماء النازل من السماء بأنه (طهور) فيقول: (... وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً *) (الفرقان:48). ويصف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- التراب بأنه (طهور) وذلك بقوله الشريف " جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا", والطهور هو ما يتطهر به أو هو الطاهر المطهر. والتراب هو أدق ما ينتج عن تعرية الصخور حتى يصبح قطر حبيباته أصغر من 1/256 مم, ولذلك يحتمي العديد من الكائنات الحية الدقيقة في التراب حتى لا تدرك. وفي حفنة من التراب يمكن أن يعيش مئات الملايين من الكائنات الدقيقة التي تلعب أدوار هامة في تنظيف الأرض من البقايا النباتية والحيوانية الميتة, أو في تزويد جذور النباتات ببعض المركبات الكيميائية المغذية والمعقمة اللازمة لحياتها وذلك من مثل أكاسيد النيتروجين. وبحكم تعدد وتباين الكائنات التي تحيا في التراب أصبح التراب مادة معقمة مهمة في الطبيعة تقوم بالقضاء على أعداد من الجراثيم التي يعجز عن إزالتها كثير من المضادات الحيوية المعروفة, ولذلك توجهت أنظار العلماء إلى استخراج عدد من هذه المضادات من تراب الأرض.
من هنا نشأت فكرة العلاج بالطين (وهو التراب المبتل بالماء) خاصة بالطين الناتج عن ثورات البراكين والذي ثبتت قدرته على إبادة أكثر الجراثيم مقاومة للمضادات الحيوية. ففي تجارب متعددة ثبت أن الطين يستطيع القضاء على مستعمرة من الجراثيم خلال فترة 24 ساعة, وأن هذه المستعمرة لها القدرة على التكاثر إلى 45 مرة ضعف عددها في نفس هذه الفترة الزمنية.
وقد قامت الطبيبة الفرنسية لينيه برونيه دي كورس بإثبات خصائص شفائية للطين الفرنسي الأخضر, واستعملته كمضاد حيوي للعلاج من عدد من الأمراض في كل من كينيا وساحل العاج, وقد وصفت منظمة الصحة العالمية النتائج التي حصلت عليها بأنها نتائج رائعة.

كذلك أثبتت الدكتورة ليندا وليامز Linda Williams)) أن في الطين مواد معقمة عديدة تكبح نشاط الجراثيم وتقضي عليها . و يقول دكتور هايدل Haydel)) أحد علماء الأحياء الدقيقة أنه استطاع إثبات أن التراب مادة مطهرة. وفي عددها الصادر في سنة 2006م أوردت "مجلة العالم الجديد" بحثا للدكتور يون وانج (june wang) من مختبرات شركة ميرك(Merck Research Laboratory)  أن بعض أنواع التربة في جنوب أفريقيا تحوي بكتيريا منتجة لعدد من الضادات الحيوية النافعة.
ومن هنا يتضح وجه من أوجه الإعجاز العلمي في التيمم إذا افتقد الماء أو تعذر استخدامه لأسباب صحية, وقد كان مفهوم المسلمين عن التيمم أنه عمل رمزي يوحي إيحاء معنويا بالطهارة البدنية مما ينعكس انعكاسا مباشرا على طهارة كل من القلب والوجدان والشعور, ولكن يأتي العلم ليثبت أن التراب الدقيق في الصعيد الطاهر يحوي عددا من المضادات الحيوية التي يمكنها من تطهير كل من الكفين والوجه والذراعين مما يكون قد علق بها من مسببات الأمراض, فيفعل فعل الماء في ذلك, خاصة وأن الصعيد الطهور يعرف بالتراب الذي له غبار, فإن لم يكن له غبار فلا يصح التيمم به.
ولعل هذه النتائج تذكرنا بحديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه: "طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله  سبع مرات أولاهن بالتراب" (أخرجه الإمام مسلم).
ومن المعجزات العلمية في هذا الحديث الشريف قوله- صلى الله عليه وسلم- : " أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب" حتى تقضي المضادات الحيوية الموجودة في التراب على ما يكون لعاب الكلب قد حمله إلى الإناء من مسببات الأمراض, وذلك لأن الكلب من الحيوانات الآكلة للحوم النيئة والمستوية على حد سواء, ولذلك تتجمع في أمعائه أعداد من الديدان الضارة بالإنسان. وهذه الديدان تبيض بمعدلات كبيرة, ويخرج بيضها مع براز الكلب الذي كثيرا ما ينظف بدنه بلسانه, فيعلق به بيض تلك الديدان الذي سرعان ما ينتشر بلعابه فإذا لعق الكلب شيئا من الآنية  أوالملابس أوالفراش فإن لعابه يلحق بها شيئا من تلك الديدان وبيوضها, ومن تلك الديدان الدودة الشريطية التي لا يقضي عليها ولا على بيضها مجرد الغسل بالماء والصابون, ومن هنا كانت وصية رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بغسل كل ما يلعقه الكلب سبع مرات أولاهن بالتراب لما في التراب من مضادات حيوية هي كفيلة بالقضاء على تلك الديدان وبيضها.
وهنا أيضا نرى في التيمم صورة من صور التطهر الفعلي من العديد من مسببات الأمراض, وليس مجرد التطهر الرمزي المعنوي كما قال الأولون, لأن أحدا لم يكن يتصور قبل أواخر القرن العشرين أن في هذه الهباءات الدقيقة من الغبار التي تثار من الصعيد الطيب عند الضرب عليه برفق بالكفين بنية التيمم يمكن أن تحمل من المضادات الحيوية ما يطهر الأجزاء المكشوفة من جسم الإنسان . ولذلك فليس المقصود من التيمم أن يعفر الإنسان وجهه ويديه بالتراب, ولكن المقصود أن تحمل الكفان المضروب بهما على الصعيد الطاهر من هباءات هذا التراب ما يعين على تحقيق قدر من التطهر مما يكون قد علق بالكفين والوجه واليدين من مسببات الأمراض, وهذه من أكثر أجزاء جسم الإنسان عرضة لذلك. وإن كان الأصل في العبادات أنها لا تعلل, وأن تمارس طاعة لله- تعالى- واقتداء برسوله. ولكن إذا فهمت الحكمة من العبادة فإن الإنسان يؤديها بطريقة أفضل, ويستمتع بأدائها متعة أكمل, ويؤجرعلى إتقان ذلك الأداء أجرا أوفى وأوفر, حتى في الحالات الإستثنائية كحالة التيمم في ظروف فقد الماء, أو العجز عن استعماله لأسباب مرضية أو أمنية كالخوف من عدو يحول بينه وبين الماء, سواء كان هذا العدو إنسانا أو حيوانا مفترسا, أو كالخوف من العطش المؤدي إلى شدة الأذى أو المفضي إلى الموت, إذا كان ما يحمل من الماء قليلا.
من هذا الاستعراض يتضح وجه الإعجاز التشريعي والعلمي في التيمم مما يشهد للقرآن الكريم بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية كما يشهد للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة, فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

(... وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُواًّ غَفُوراً *).


(... وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُواًّ غَفُوراً *).
بقلم : د زغلول النجار - التاريخ : 2011-01-01
من أسرار القرآن :
(375) (... وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُواًّ غَفُوراً *).
(النساء:43).
بقلم
الأستاذ الدكتور/ زغلول راغب النجار

هذا النص القرآني الكريم جاء في أواخر الربع الأول من سورة "النساء" وهي سورة مدنية وآياتها مائة وست وسبعون (176) بعد البسملة, وهي رابع أطول سور القرآن الكريم بعد كل من سورة البقرة, والأعراف, وآل عمران, وقد سميت بهذا الاسم لكثرة ما ورد فيها من الاحكام الشرعية التي تتعلق بفقه النساء.
هذا وقد سبق لنا استعراض هذه السورة المباركة, وما جاء فيها من التشريعات, وركائز العقيدة, والإشارات الكونية, ونركز هنا على وجه الإعجاز التشريعي في التيمم كما جاء في النص الذي اخترناه عنوانا لهذا المقال.
من أوجه الإعجاز التشريعي في التيمم
جاءت الإشارة القرآنية إلى التيمم مرتان في كتاب الله وذلك في سورتي النساء والمائدة على النحو التالي :
1- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُواًّ غَفُوراً *) (النساء : 43) .
2- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ *) ( المائدة : 6 ).
ومعنى لفظة (التيمم) في اللغة العربية هو القصد , و (تيمموا) أي تقصدوا , أو اقصدوا , ومعنى (التيمم) في الشرع مسح الوجه واليدين بتراب طهور على وجه مخصوص, وذلك بوضع اليدين على التراب الطهور, أو الحجر المغبر, أو نحو ذلك مما يحمل شيئا من غبار التراب. والتيمم مشروع عند فقد الماء, أو العجز عن استعماله بسبب المرض, وقد ثبتت مشروعيته بالكتاب والسنة والإجماع.
ومن أدلة مشروعية التيمم من كتاب الله- تعالى- الآيتان رقم (43) من سورة "النساء" , ورقم (6) من سورة "المائدة" , وفد سبقت الإشارة إليهما.
ومن أدلة السنة عدد من أحاديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- التي منها ما رواه كل من الإمامين البخاري ومسلم, من حديث عمران بن حصين- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا معتزلا , لم يصل مع القوم , فقال له :" ما يمنعك يا فلان أن تصلي في القوم ؟" فقال : يا رسول الله ! أصابتني جنابة ولا ماء, فقال- صلى الله عليه وسلم- : " عليك بالصعيد فإنه يكفيك ". أما الإجماع فمستمد من إجماع المسلمين على أن التيمم يقوم مقام الوضوء والغسل.
ومن الحكمة التشريعية في التيمم أن الله- تعالى- قد رفع عن المسلمين الحرج والمشقة في جميع ما فرض عليهم من عبادات, فمن عجز عن الوضوء أو الغسل لعدم توافر الماء أو بسبب المرض وجب عليه التيمم الذي يقوم به المؤمن امتثالا لأمر الله- تعالى- وطهارة لقلب المتيمم. ويشترط أن يكون التراب الذي يتيمم به طاهرا نظيفا, فإن كان ظاهر القذارة والتلوث فإنه لا يسمح بلمسه فضلا عن التيمم به.
والتيمم واجب في العضوين اللذين يجب غسلهما في الوضوء وهما الوجه واليدان , أما الرأس فالواجب فيه المسح في الوضوء, وأما الرجلان فتارة يغسلان في الوضوء وتارة أخرى يمسح عليهما فوق الخف.
والتيمم مفروض, لكل ما يفترض له الوضوء أو الغسل من الصلاة , ومس المصحف, وغير ذلك, وهو مندوب لصلاة النافلة لأنها مندوبة, وإن كانت لا تصح بدون التيمم.
ويشترط لصحة التيمم ما يشترط لصحة كل من الوضوء والغسل ويزاد على ذلك دخول الوقت, فلا يصح التيمم قبله, ومن شروط التيمم كذلك فقد الماء (فإما ألا يجده أصلا, أو يجده بما لا يكفي للطهارة), وعدم وجود حائل على أحد أعضاء التيمم من الجسم.
ويقوم كل من المسلم والمسلمة بالتيمم لكل ما يتوقف على الطهارة بالماء من الصلاة المكتوبة, والنوافل, وصلاة الجمعة, وصلاة العيدين, وصلاة الجنازة, والطواف حول الكعبة, ومس المصحف, وغير ذلك من أمور العبادة التي تستوجب الطهارة.
ومن أركان التيمم النية, (وإن رآها بعض القفهاء شرطا للتيمم وليست ركنا من أركانه) والنية تكون بغرض التيمم , أو بأن ينوي استباحة الصلاة أو مس المصحف, أو استباحة غير ذلك مما يشترط فيه الطهارة ويفضل أن ينوي بنية فرض التيمم . ووقت النية عندما يضع يديه على ما يتيمم به , ومن ذلك الصعيد الطهور ( أي الذي لم تمسه نجاسة).
ومن أركان التيمم المسح والضربتان على الصعيد الطاهر والمقصود بالمسح هو مسح جميع الوجه, ومسح اليدين مع المرفقين , ويجب أن ينزع كل ما يستر شيئا من اليدين كالخاتم والإساور, فلا يكفي تحريكه في التيمم , بخلاف الوضوء , وإن أجاز البعض مجرد التحريك؛ ومن أركان التيمم عند بعض الفقهاء الترتيب, والموالاة, فالضربة الأولى هي استعمال الصعيد, ونفض اليدين, وتعميم الوجه واليدين إلى الكوعين بالمسح.  ويسن في التيمم عند الحنابلة تأخيره إلى آخر الوقت المختار إن علم أو ظن وجود الماء في الوقت المناسب, أو استوى الأمران عنده, فإن تيمم أول الوقت وصلى, صحت صلاته, ولا إعادة عليه, حتى لو وصل الماء قبل خروج وقت الصلاة.
ويندب للتيمم التسمية, والسواك, والصمت إلا عن ذكر الله, واستقبال القبلة, وأن يبدأ بعد الضربة الأولى بمسح الوجه, وبعد الضربة الثانية بمسح ظاهر يمناه ببطن يسراه, وأن يجعل ظاهر أطراف يده اليمنى في باطن يده اليسرى, ثم يمررها إلى المرفق قابضا على الساعد إلى العضد بكف اليسرى, ثم يمسح من طي المرفق إلى آخر الأصابع, ثم يفعل ذلك تماما بيدهاليسرى. ومن عجز عن الوضوء أوالتيمم لمرض شديد, أو حبس في مكان لا يوجد به ما يصح التيمم عليه فإنه يجب عليه أن يصلي الفرائض فقط في وقتها, والغرض من ذلك هو إظهار الخضوع لإوامر الله- تعالى- في جميع الأحوال, وتحت مختلف الظروف. ومن الفقهاء من يقول بإعادة هذه الصلاة عند توفر الماء أو الصعيد الطاهر أو الشفاء من المرض, ومنهم من يقول بسقوطها عمن لا يتوفر له وضوء أو تيمم, وذلك انطلاقا من قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: " لا يقبل الله صلاة بغير طهور".
ويكره في التيمم تكرار المسح فوق المرة الواحدة, وتكثير التراب, وكثرة الكلام في غير ذكر الله, وإطالة المسح إلى ما فوق المرفقين, ونواقض الوضوء, وإن كانت لا تبطل الغسل, فإنها تبطل التيمم الواقع عن الغسل, وعليه أن يعيد التيمم.

(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا.... * )


(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا.... * )أ
بقلم : د زغلول النجار - التاريخ : 2011-05-24
بسم الله الرحمن الرحيم
من أسرار القرآن :
 383 أ - (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا.... * )
( الإسراء : 1 ).

بقلم
الأستاذ الدكتور/ زغلول راغب النجار
 يروي مؤرخو السيرة النبوية الشريفة أنه في يوم الإثنين السابع عشر من ربيع الأول من السنة السابقة على هجرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ( وقيل في 27 رجب من نفس السنة أي : في حدود سنة 620م) طاف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حول الكعبة ليلا وحيدا, ثم رجع إلى بيته وأوى إلى فراشه, وعند منتصف الليل جاءه جبريل(عليه السلام) وأخبره بأن الله- تعالى- يدعوه إلى السماء.
تحرك الركب الكريم على البراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى, وصلى رسول الله ركعات في بيت المقدس ومعه الملائكة الكرام, ثم عرج به عبر السموات السبع حتى وصل إلى سدرة المنتهى, وهناك شاهد جنة المأوى, وراح يصعد حتى وقف بين يدي رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما وسجد- صلى الله عليه وسلم- قائلا: "التحيات المباركات والصلوات الطيبات لله"  فرد الحق – عز وجل- قائلا : "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته", فردت الملائكة لهذه التحية الربانية قائلة: "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " (صحيح مسلم). وقد جعلت هذه التحية بداية التشهد الذي يردده المسلمون في صلواتهم التي فرضها الله- تعالى- عليهم في هذا الموقف العظيم, وأوحى الله- تعالى- إلى خاتم أنبيائه ورسله ما أوحى, وكان من ذلك الصلاة المفروضة على المسلمين كما رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في هذه الرحلة المباركة من آيات ربه الكبرى ما لم يفصح القرآن الكريم عن تفصيله, وإن ذكرت السنة النبوبة المطهرة طرفا منه.
وبعد رحلة التكريم الإلهي تلك, عاد رسول الله- صلى الله عله وسلم- إلى بيت المقدس, حيث صلى بأنبياء الله ورسله إماما, ثم عاد إلى مكة المكرمة ليجد فراشه لا يزال دافئا. وعندما جاء الصباح حدث النبي- صلى الله علي وسلم- بأخبار رحلته وذهب بها المشركون إلى أبي بكر بن قحافة- رضي الله عنه- فكان أول المصدقين بها  ومن هنا سمي باسم "الصديق" لقوله : إن كان قال ذلك فقد صدق, إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك. ولكن المشركين ظلوا يتناقلون الخبر في سخرية وتعجب, وتحدى بعضهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يصف لهم بيت المقدس, فجلاه الله- تعالى- له, وطفق يصفه لهم وصفا تفصيليا, وفي ذلك يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "لما كذبتني قريش قمت في الحجر, فجلى الله لي بيت المقدس, فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه".
وفي صبيحة ليلة الإسراء كذلك جاء جبريل- عله السلام-  ليعلم رسول الله كيفية الصلاة وأوقاتها, وكان- صلى الله عليه وسلم-  قبل مشروعية الصلاة يصلي ركعتين صباحا ومثليهما مساء كما كان يفعل إبراهيم- عليه السلام-. وفي ذلك يروي كل من الترمذي والنسائي عن جابر بن عبدالله- رضي الله عنه- قال : "جاء جبريل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- حين زالت الشمس, فقال: قم يا محمد فصل الظهر حين مالت الشمس, ثم مكث حتى إذا كان فيئ الرجل مثله جاءه للعصر فقال: قم يا محمد فصل العصر, ثم مكث حتى إذا غابت الشمس جاءه فقال: قم فصل المغرب, فقام فصلاها حين غابت الشمس سواء, ثم مكث حتى إذا غاب الشفق جاءه فقال: قم فصل العشاء, فقام فصلاها, ثم جاءه حين سطع الفجر في الصبح فقال: قم يا محمد فصل الصبح ". وقد بين هذا الحديث أول كل وقت, وله بقية اشتملت على بيان نهاية الوقت, ومن تلك البقية "أنه جاءه في اليوم التالي, وأمره بصلاة الظهر حين بلغ ظل كل شئ مثله, وأمره بصلاة العصر حين بلغ ظل كل شئ مثليه, وأمره بصلاة المغرب في وقتها الأول, وأمره بصلاة العشاء حين ذهب ثلث الليل الأول, وأمره بصلاة الصبح حين أسفر جدا, ثم قال له: ما بين هذين وقت كله.
وفي وصف رحلة الإسراء يقول ربنا- تبارك وتعالى- في محكم كتابه ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (الإسراء : 1).
 والإسراء واقعة تاريخية لم ينكرها كفار قريش, وإن تعجبوا من كيفية وقوعها. فقد روى القاضي عياض في كتابه المعنون "الشفا بتعريف حقوق المصطفى " أن حادثة (الإسراء والمعراج) كانت قبل هجرته الشريفة بسنة, وأنه لما رجع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من رحلته المعجزة أخبر قومه بذلك في مجلس حضره من صناديد قريش كل من المطعم بن عدي, وعمرو بن هشام, والوليد بن المغيرة, فقال – صلى الله عليه وسلم- "إني صليت الليلة العشاء في هذا المسجد, وصليت به الغداة, وأتيت فيما دون ذلك بيت المقدس, فنشر لي رهط من الأنبياء منهم إبراهيم, وموسى, وعيسى, وصليت بهم وكلمتهم. فقال عمرو بن هشام مستهزئا : صفهم لي , فقال- صلى الله عليه وسلم- أما عيسى ففوق الربعة, ودون الطول, عريض الصدر, ظاهر الدم, جعد أشعر تعلوه صهبة (أي بياض بحمرة), كأنه عروة بن مسعود الثقفي. وأما موسى فضخم آدم طوال, كأنه من رجال شنوءة, متراكب الأسنان مقلص الشفة, خارج اللثة, عابس, وأما إبراهيم فوالله إنه لأشبه الناس بي خلقا وخلقا. فقالوا يا محمد! فصف لنا بيت المقدس, قال- صلى الله عليه وسلم- : دخلت ليلا وخرجت منه ليلا, فأتاه جبريل بصورته في جناحه, فجعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصفه لهم قائلا: باب منه كذا  في موضع كذا, وباب منه كذا  في موضع كذا. ثم سألوه عن عيرهم (أي قوافل إبلهم ), فقال لهم- صلوات الله وسلامه عليه- : أتيت على عير بني فلان بالروحاء, قد أضلوا ناقة لهم  فانطلقوا في طلبها, فانتهيت إلى رحالهم ليس بها منهم أحد, وإذا بقدح ماء فشربت منه, فاسألوهم عن ذلك قالوا: هذه والإله آية. وأضاف- صلى الله عليه وسلم- قوله : ثم انتهيت إلى عير بني فلان, فنفرت مني الإبل, وبرك منها جمل أحمر, عليه جوالق (وهو العدل الذي يوضع فيه المتاع) مخطط ببياض, لا أدري أكسر البعير أم لا, فاسألوهم عن ذلك,  قالوا : هذه والإله آية. وأضاف- صلوات ربي وسلامه عليه- قائلا : ثم انتهيت إلى عير بني فلان بالتنعيم, يقدمها جمل أورق (أي لونه أبيض وفيه سواد), وها هي تطلع عليكم من الثنية, فقال الوليد بن المغيرة : ساحر؛ فانطلقوا فنظروا, فوجدوا الأمر كما قال- صلى الله عليه وسلم- وبدلا من أن يصدقوه  رموه بالسحر – شرفه الله عن ذلك – مضيفين إلى بهتانهم هذا قولهم الباطل: صدق الوليد بن المغيرة فيما قال. وتسارعوا إلى أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- قائلين: هل لك إلى صاحبك, يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس, فقال أبو بكر : أو قال ذلك ؟ قالوا نعم , قال: لئن كان قال ذلك فقد صدق, قالوا : أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح ؟ قال أبو بكر : نعم, إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك, أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. ولذلك لقب أبو بكر بلقب الصديق". (المستدرك للحاكم).
وهذا الحديث الصحيح هو وثيقة تاريخية على وقوع حادثة الإسراء , أما حادثة المعراج فقد أكدتها الآيات (1-18) في مطلع سورة "النجم" , وهي من خوارق المعجزات التي أخبرنا بها الله- سبحانه وتعالى- في محكم كتابه وهو خير الشاهدين وفي ذلك يقول :
 ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى *) (النجم: 1- 18)
     وتعتبر رحلة الإسراء والمعراج أعظم معجزة حدثت في تاريخ البشرية كلها. فلم يسبق لنبي من الأنبياء ولا لرسول من الرسل أن طوي له المكان وأوقف له الزمان كما حدث مع خاتم الأنبياء والمرسلين ( صلى الله عليه وسلم ), كما لم يسبق لنبي من الأنبياء أن عرج به إلى سدرة المنتهى عبر السموات السبع  وشرف بالمثول بين يدي الحضرة الإلهية وتلقى من التكريم ما لقيه. وكان في هذه الرحلة المباركة من معاني وحدانية الإله الخالق, ووحدة رسالة السماء والأخوة بين الأنبياء ما تجلى في الربط بين الكعبة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك, وما تجسد في إمامته لجميع الأنبياء والمرسلين ( صلوات ربي وسلامه عليه وعليهم أجمعين ). كذلك أكدت هذه الإمامة أن رسالته الخاتمة قد نسخت ما قبلها من رسالات, وأصبحت نور الله في الأرض وهدايته لجميع الخلق, فصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ُ.... * )


(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ُ.... * )ب
بقلم : د زغلول النجار - التاريخ : 2011-05-31
بسم الله الرحمن الرحيم
من أسرار القرآن:
 383 ب- (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ُ.... * )
 ( الإسراء : 1 ).
بقلم
الأستاذ الدكتور/ زغلول راغب النجار
من الدروس المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج ما يلي :
أولا: الإيمان بطلاقة القدرة الإلهية التي لا تحدها حدود والتي أسرت برسول الله- صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى بيت المقدس, ثم عرجت به إلى سدرة المنتهى عبر السموات السبع, ثم أعادته إلى بيت المقدس ليصلي إماما بجميع أنبياء الله تأكيدا لمقامه -صلى الله عليه وسلم- ثم رجعت به إلى بيته في مكة المكرمة ليجد فراشه لا يزال دافئا. فقد أوقف الله- تعالى- له الزمن , وطوى المكان , ولا يقدر على ذلك إلا رب العالمين. وهنا يجدر التأكيد على أن كلا من الزمان والمكان هو من خلق الله, وأن الله- تعالى- قادر على إيقاف الزمن, وعلى طي المكان لمن يشاء من عباده.
ولكي ندرك ضخامة هذه المسافات أذكر: أن أبعد نجم أدركه الفلكيون في السماء الدنيا يبعد عنا مسافة تقدر بحوالي 36 بليون سنة ضوئية, والسنة الضوئية تقدر بنحو (9,5 مليون مليون كم). بمعنى أنه لو فرضنا جدلا أن الإنسان تمكن من صنع مركبة فضائية تتحرك بسرعة الضوء (وهذا مستحيل) فإنه سوف يحتاج إلى 36 بليون سنة ليصل إلى آخر ما نرى من نجوم السماء الدنيا. فما بالنا بست سموات فوق ذلك إلى سدرة المنتهى,  حيث شرف المصطفى- صلى الله عليه وسلم- بالمثول بين يدي ربه, وتلقى منه الأمر بخمس صلوات في اليوم والليلة.
ثانيا: الإيمان بأن الله –تعالى- الذي خلق كلا من المادة والطاقة, والمكان والزمان, هو فوق ذلك كله, ومنزه عن جميع صفات خلقه, وعن كل وصف لا يليق بجلاله, فلا تحده حدود أي من المكان أو الزمان, ولا حدود أي من المادة أو الطاقة, وهو- تعالى- قادر على إفناء خلقه وعلى إعادة بعثه.
ثالثا: التأكيد على مقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عند رب العالمين , فهو أحب خلق الله إلى الله- تعالى-, ولذلك أوصله إلى مقام من السماء لم يصل إليه غيره من البشر, ووضعه على رأس سلسلة الأنبياء والمرسلين, وهو خاتمهم أجمعين, ولذلك صلى بهم إماما في القدس الشريف تأكيدا على مقامه عند رب العالمين, وعلى نسخ شريعته الخاتمة لجميع شرائعهم. وفي ذلك إشارة إلى من يدعون إتباع  نبي من الأنبياء السابقين إلى ضرورة الإيمان بهذا النبي الخاتم, وبالقرآن الكريم  الذي أوحى إليه واتباع الدين الذي جاء به, كما تبعه جميع أنبياء الله ورسله في الصلاة بالمسجد الأقصى, إعلانا بعموم رسالته التي اكتمل بها الدين, وتمت بها النعمة التي أصبحت واجبة على  الخلق أجمعين.
رابعا: الإشارة إلى ضرورة الإيمان بوحدة رسالة السماء, وبالأخوة بين الأنبياء, وبين الناس جميعا, وهي قيم إسلامية أكدتها إمامة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لجميع أنبياء الله ورسله في الصلاة بهم بالمسجد الأقصى  وعالم اليوم المضطرب بالعديد من الفتن والمظالم, والغارق في بحار من الدماء والأشلاء, والذي يعاني من الإفساد والخراب والدمار في كل مجال, ما أحوجه إلى استعادة هذه القيم الربانية السامية من جديد!!
خامسا: التأكيد على حرمة كل من مكة المكرمة وبيت المقدس. فعن أبي ذر- رضي الله عنه- أنه قال: سألت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال "المسجد الحرام" قلت ثم أي, قال: "المسجد الأقصى" قلت: كم كان بينهما ؟ قال: أربعون سنة " ( رواه كل من البخاري ومسلم وأحمد).
 وكل من الكعبة المشرفة والمسجد الأقصى قد تم بناؤه قبل خلق الإنسان ببلايين السنين ومن هنا كانا مكانين لمن يعبد الله- تعالى- وحده (بغير شريك, ولا شبيه, ولا منازع, ولا صاحبة ولا ولد). ولا يمكن نسبة أي منهما إلى دين غير دين الإسلام وهو الدين الوحيد الذي يؤمن أتباعه بجميع أنبياء الله ورسله دون أدنى تفريق, ولذلك لا يرتضي ربنا- تبارك وتعالى- من عباده دينا سواه. فقد أنزل الله أبوينا آدم وحواء في مكة المكرمة ثم جاء من نسلهما عدد من الأنبياء الذين أسكنهم الله- تعالى-  في أرض فلسطين, وأمر إبراهيم- عليه السلام- أن يضع زوجه هاجر ورضيعها إسماعيل في مكان البيت حتى يأتي من نسله خاتم الأنبياء والمرسلين- صلى الله عليه وسلم- ليلتقي أول النبوة بخاتمها, ثم يسري بخاتم أنبيائه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى تأكيدا على حرمة هذين المكانين.
سادسا: التأكيد على فضل الصلاة التي فرضت من الله- تعالى- مباشرة إلى خاتم أنبيائه ورسله- صلى الله عليه وسلم- وهي على ذلك تعتبر معراج المسلم إذا أدى حقها بالخشوع والاطمئنان المطلوبين, حتى يستشعر لذة مناجاة الله في الصلاة, كما أصبح السعي إليها في صلاة العشاء والفجر يمثل مسرى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-, ومن هنا كانت آخر ما أوصى به رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته.
سابعا: الإيمان بوقوع معجزة  "الإسراء والمعراج"  بالجسد والروح معا, وفي حالة من اليقظة الكاملة والتأكيد على صدق جميع المرائي التي رآها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- طيلة هذه المعجزة؛ وكان منها بعث للأنبياء والمرسلين السابقين ولقائهم به, وحديثهم معه, والله على كل شئ قدير.
وكان من هذه المرائي: المكرمون من أهل الجنة في الجنة والمجاهدون (يزرعون في يوم ويحصدون في يوم), وبلال مؤذن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وماشطة بنت فرعون وأولادها (يعبقون بريح المسك).
وكان منها النار وخزنتها والمعذبون فيها, ومنهم: الدجال والمتثاقلون عن الصلاة (ترضخ رءوسهم بالحجارة), ومانعوا الزكاة (يأكلون الزقوم وعلى أدبارهم وإقبالهم رقاع تفضحهم), والزناة: (يتركون اللحم النضج الطيب, ويأكلون اللحم النيئ, النتن, والنساء الزانيات معلقات بصدورهن), وقاطعو الطريق, ومضيعو الأمانة, وخطباء الفتنة ( تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقارض من حديد , وكلما قرضت عادت), وأصحاب الكلام الفاحش (على هيئة الثور الذي يخرج من جحر فلا يستطيع العودة فيه), وأكلة أموال اليتامى (يلقمون الجمر في أفواههم فيخرج من دبرهم), والمغتابون (لهم أظفار من نحاس يخدشون بها صدورهم ووجوههم ويقطع من جنوبهم اللحم فيلقمونه), والذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا, وعاقر ناقة صالح, والكذابون: (بيد كل واحد منهم كلوب من حديد يدخله في شدقه حتى يبلغ قفاه, ثم يخرجه, ويفعل بشدقه الآخر مثل ذلك, وكلما التأم شدقه عاد فيكرر فعله ), ومنهم أكلة الربا (والحيات في بطونهم).
وقد يسأل سائل كيف كان ذلك والساعة لم تقم بعد؟ والموتى لم يبعثوا بعد ؟ وهنا يأتي التأكيد بأن الحاضر والماضي والمستقبل كله عند الله حاضر, والله- تعالى- قادر على أن يطلع من يصطفي من عباده عليه, وأن كلا من حدود الزمان والمكان من خلق الله, يحد بهما المخلوقين, والله- سبحانه وتعالى-  قادر على طيهما أو إلغائهما تماما , والتسليم بضخامة الكون وبتعاظم أبعاده.
ثامنا: الإيمان بالغيوب المطلقة التي أخبر عنها القرآن الكريم, ومنها الإيمان بالله, وملائكته, وكتبه ورسله, وبحتمية الآخرة, وما فيها من الحساب والجزاء, والجنة والنار, والميزان والصراط.
تاسعا: التأكيد على أن الابتلاءات هي من سنن أصحاب الدعوات في كل زمان ومكان, وأنها من وسائل التطهير والتزكية للنفس الإنسانية, وعلى ذلك فإنه يجب على المسلم ضرورة الالتجاء إلى الله- تعالى- في كل شدة, واليقين بأنه إذا انقطعت حبال الناس فإن حبل الله المتين لا ينقطع أبدا ما دام العبد متوكلا على الله حق التوكل, وأنه ليس بعدالعسر إلا اليسر. ونحن نرى ذلك في التكريم العظيم الذي لقيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في رحلة الإسراء والمعراج, والتي أكرمه الله- نعالى- بها بعد عام الحزن الذي كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد فقد فيه كلا من زوجه أم المؤمنين السيدة خديجة- عليها رضوان الله-  وعمه أبو طالب, فاشتدت وطأة كفار ومشركي قريش عليه حتى أخرجوه من مكة, فلجأ إلى أهل الطائف طالبا التأييد منهم حتى يبلغ دعوة الله, فردوه ردا غير جميل أغروا به جهالهم الذين أدموا قدميه الشريفين, فوقف في الطريق بين الطائف ومكة يناجي ربه بمناجاة تهز القلب والعقل معا. ثم دخل مكة بجوار (أي في حماية) أحد كبار مشركيها. وبعد كل هذه المعاناة جاءت معجزة الإسراء والمعراج تكريما وتشريفا خاصين له- صلى الله عليه وسلم- من دون الخلائق, ليطلعه ربه- تبارك وتعالى- على عوالم من الغيب لم يرها غيره من البشر, بما في ذلك الأنبياء والمرسلون الدين بعثهم الله- تعالى- جميعا لمبايعته على إمامته لهم.
عاشرا : التحذير من مخاطر المفاسد السلوكية على الإنسان, أفرادا ومجتمعات, وعلى شدة العقوبة عليها في الدنيا قبل الآخرة تحريما لها, ومنعا للوقوع فيها. فقد شاهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من المرائي في رحلة المعراج ما يفزع كل عاقل من الوقوع في أي منها, فقد رأى عقوبات عدد من الجرائم مثل الزنا, ومنع الزكاة, والوقوع في الغيبة والنميمة, وأكل أموال اليتامى ظلما, وأكل الربا, وأكل أموال الناس بالباطل, كما رأى عقاب خطباء الفتنة, وجزاء تضييع الأمانة, وغير ذلك من الجرائم التي قد يقع فيها كثير من الناس. ولو أدركوا هول العقاب على كل جريمة من هذه الجرائم ما وقعوا فيها أبدا.
كذلك رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-  أثناء عروجه في السموات العلى بعض ثواب المجاهدين في سبيل الله الذين تضاعف لهم حسناتهم إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة... والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.
حادي عشر: التسليم بأن المعجزات هي خوارق للسنن , وبالتالي فإن العقل البشري لا يستطيع تفسيرها , وعلى كل من المسلم والمسلمة الإيمان بما جاء عن تلك المعجزات في كل من كتاب الله وسنة رسوله دون محاولة تفسيرها بإمكانات العقل البشري المحدودة  .
هذه بعض الدروس المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج, وهي بالإضافة إلى كونها معجزة كونية, فإنها تبقى أعظم حدث في تاريخ البشرية.

مركز تحميل الصور الاسلامية

تحدي بين مدرس يهودي وطالب مسلم

su-34

أركان الإسلام

a7dathalnihaya