سورة الزمر للشيخ خالد الجليل

MultiHoster

الردود على الافتراءات المثارة عن زواج سيدنا محمد من أمنا عائشة

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خير خلق الله

بفضل الله تم الانتهاء من الفيلم الوثائقي القصير * قصة زواج * ويعتبر من أقوي الردود على الافتراءات المثارة عن زواج سيدنا محمد من أمنا عائشة

 

فيا أنصار رسول الله فلنتعاون جميعا على الدفاع عن رسول الله و ننشر الفيديو على أوسع نطاق

 

 

 

قناة موقع نصرة رسول الله على اليوتيوب

To say that something is wrong or not, you have to say it is wrong because of what; because it is violating what.

Please check this video to know the truth about Prophet Mohammad & Aisha's Marriage.

 

If you want to read the perfect love story, I recommend that you don't read "Romeo and Juliet" but Read the story of Muhammad and Aisha, in the very words of Aisha herself explaining how beautiful this relationship was between her and Prophet Muhammad (PBUH)

 

            

Sponsored by 
Khalifa Al Hammadi
 
لمن يريد رعاية انتاج الأفلام الوثائقية بموقع نصرة رسول الله  الرجاء مراسلة
 

الاثنين، 26 سبتمبر 2011

إسهامات علماء المسلمين في الطب



صورة للوحة زيتية قديمة تظهر الرازي وهو يعالج أحد المرضى
د. راغب السرجاني
 المقصود بعلوم الحياة أو العلوم الكونية
يُطْلَق على علوم الحياة تسميات أخرى مثل: العلوم الكونية، العلوم التقنية، العلوم التطبيقية، العلوم التجريبية.. وقد آثرتُ تسميتها بعلوم الحياة وذلك في مقابل علوم الشرع؛ لأني أرى أن بها تنصلح الحياة على الأرض، وهي تعني: العلوم النافعة التي يهتدي إليها الناس بعقولهم وتجارِبهم ومشاهداتهم، ويستطيعون من خلالها عمران الأرض وإصلاحها وتسخير إمكانياتها، واستكشاف الكون والبيئة، وهي مثل علوم الطب والهندسة والفلك والكيمياء والفيزياء والجغرافيا، وعلوم الأرض والنبات والحيوان، وغير ذلك من العلوم التي تشمل الماديات المبثوثة في الكون، والتي يحتاج إليها البشر في إصلاح حياتهم.

ولقد بلغت مكانة علوم الحياة في ظلِّ الإسلام مبلغًا عظيمًا، حتى أصبح المسلمون فيها سادة، وقد ملكوا ناصيتها كما ملكوا ناصية العالم، فغدت جامعاتهم مفتوحة للطلبة الأوربيين الذين نزحوا من بلادهم لطلب تلك العلوم، وطفق ملوك أوربا وأمراؤها يَفِدُون إلى بلاد المسلمين ليعالَجوا فيها، وهو ما دعا العلاّمة الفرنسي جوستاف لوبون يتمنى لو أن المسلمين استولوا على فرنسا؛ لتغدو باريس مثل قرطبة في إسبانيا المسلمة[1]"[2].!
 وقال أيضًا تعبيراً عن عظمة الحضارة العلميَّة في الإسلام: "إن أوربا مدينة للعرب (المسلمين) بحضارتها وفي هذه المقالات نتناول جوانب من إسهامات المسلمين في علوم الحياة، ونبرز عظمة هذه الإسهامات، ومكانة ذاك التغيير الذي أثّر -ولا يزال- في مسيرة الإنسانيَّة.
تطوير العلوم المتداولة
لا شكَّ أنه كانت هناك علوم كثيرة متداولة قبل المسلمين، ساهمت فيها الحضارات السابقة بآثار طيِّبة، وهو ما اتَّكأ عليه المسلمون -ولهم الفخر في إعلان ذلك والتصريح به- عند بدء نهضتهم وقيام حضارتهم، غير أنهم - وهذا هو المعيار والأساس- لم يقتصروا على مجرَّد النقل عن غيرهم ممن سبقوهم، وإنما توسَّعوا وأضافوا إضافات باهرة من ابتكاراتهم واكتشافاتهم، واستطاعوا أن يسطروا في تلك العلوم التي كانت متداولة قبلهم تاريخًا ناصعًا مشرِّفًا، وهو ما نتبيَّنه ونتلمَّسه من خلال علم الطب.
تطور الطب على يد علماء المسلمين
يُعدُّ علم الطب من أوسع مجالات العلوم الحياتية التي كان لعلماء المسلمين فيها إسهامات بارزة على مدار عصور حضارتهم الزاهرة، وكانت تلك الإسهامات على نحو غير مسبوق شمولاً وتميُّزًا وتصحيحًا للمسار؛ حتى ليُخيَّل للمطَّلع على هذه الإسهامات الخالدة كأن لم يكن طبٌّ قبل حضارة المسلمين!!

ولم يقتصر الإبداع على علاج الأمراض فحسب، بل تعدَّاه إلى تأسيس منهج تجريبي أصيل انعكست آثاره الراقية والرائعة على كافَّة جوانب الممارسة الطبيَّة وقايةً وعلاجًا، أو مرافق وأدوات، أو أبعادًا إنسانية وأخلاقية تحكم الأداء الطبي.

وإن روعة الإسهامات الإسلامية في الطبِّ لتتجلَّى في تخريج هذا الحشد من العبقريات الطِّبِّيَّة النادرة، التي كان لها -بَعْدَ الله سبحانه وتعالى- الفضل الكبير في تحويل مسار الطبِّ إلى اتجاه آخر، تابعت المسير على نهجه أجيالُ الأطباء إلى يوم الناس هذا.

الطب النبوي
وإن بدايات تلك الصنعة تكمن في أن الإنسان منذ وُجِدَ على ظهر الأرض وهو يهتدي -بإلهام ربِّه- إلى أنواع من التطبيب تتَّفِق مع مستواه العقلي وتطوُّره الإنساني، وكان ذلك النوع من الطبِّ يُعرف بالطبِّ (البدائي) انسجامًا مع المستوى الحضاري للإنسان، ولذلك نجد ابن خلدون يذكر أن: "... للبادية من أهل العمران طبًّا يبنونه في أغلب الأمر على تجربة قاصرة، ويتداولونه متوارثًا عن مشايخ الحيِّ، وربما صحَّ منه شيء، ولكنه ليس على قانون طبيعي"[3].

ولما جاء الإسلام كان للعرب في الجاهلية مثل هذا الطب، فحثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على التداوي فقال - كما روى أسامة بن شريك رضي الله عنه: "تَدَاوَوْا؛ فَإِنَّ اللهَ  لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاِّ وَضَعَ لَهُ دَوَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ: الـْهَرَمُ"[4]. وعُرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التداوي بالعسل والتمر والأعشاب الطبيعية، وغيرها مما عُرف بـ "الطب النبوي"".

غير أن علماء المسلمين لم يَقِفُوا عند حدود ذلك الطبِّ النبوي، بل أدركوا منذ وقت مبكر أن العلوم الدنيوية -والطبّ أحدها- تحتاج إلى دوام البحث والنظر، والوقوف على ما عند الأمم الأخرى منها؛ وذلك تطبيقًا لهدي الإسلام الدافع دومًا للاستزادة من كل ما هو نافع، والبحث عن الحكمة أنَّى وُجدت.. فنرى أطباء المسلمين يأخذون في التَّعَرُّفِ على الطبِّ اليوناني من خلال البلاد الإسلامية المفتوحة، كما أن الخلفاء بدءوا يستقدمون الأطباء الروم، الذين سرعان ما أخذ عنهم الأطباء المسلمون، ونشطوا في ترجمة كل ما وقع تحت أيديهم من مؤلَّفات طبية، ولعلَّ هذا يُعْتَبَرُ من أعظم أحداث العصر الأموي.
عباقرة علماء المسلمين في الطب
 أبو بكر الرازي
وقد تميَّز علماء الطبِّ المسلمين بأنهم أوَّل مَنْ عَرَفَ التخصُّص؛ فكان منهم: أطباء العيون، ويسمَّون (الكحَّالين)، ومنهم الجراحون، والفاصدون (الحجَّامون)، ومنهم المختصُّون في أمراض النساء, وهكذا. وكان من عمالقة هذا العصر المبهرين أَبو بكر الرازي، والذي يُعْتَبَرُ من أعظم علماء الطبِّ في التاريخ قاطبةً، وله من الإنجازات ما يعجز هذا الكتاب عن ضمِّه!

وما كادت عجلة الأيام تدور في العصر العباسي حتى أجاد المسلمون في كل فرع من فروع الطبِّ، وصحَّحوا ما كان من أخطاء العلماء السابقين تجاه نظريات بعينها، ولم يَقِفُوا عند حَدِّ النقل والترجمة فقط, وإنما واصلوا البحث وصوَّبوا أخطاء السابقين.
علي بن عيسى الكحال
فقد تطوَّر طبُّ العيون (الكحالة) عند المسلمين, ولم يُطاوِلهم فيه أحدٌ؛ فلا اليونان من قَبْلِهِمْ، ولا اللاتين المعاصرون لهم, ولا الذين أَتَوْا من بعدهم بقرون بلغوا فيه شَأْوَهم؛ فقد كانت مؤلَّفاتهم فيه الحُجَّة الأُولَى خلال قرون طِوَال، ولا عجب أن كثيرين من المؤلِّفين كادوا يَعْتَبِرُون طبَّ العيون طبًّا عربيًّا، ويُقَرِّر المؤرِّخون أن علي بن عيسى الكحال[5] كان أعظم طبيب عيون في القرون الوسطى برُمَّتِهَا، ومؤلَّفه (التذكرة) أعظم مؤلَّفَاته[6].
صورة أحد صفحات كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف يوضح فيها بعض أدواة الجراحة التي كانت مستعملة
أبو القاسم الزهراوي
وإذا طوينا تلك الصفحة المشرقة للرازي وابن عيسى الكحال فإننا نجد أنفسنا أمام عملاق آخر يُعْتَبَرُ من أعظم الجرَّاحين في التاريخ، إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق، وهو أبو القاسم الزهراوي (ت 403هـ) الذي تمكّن -كما أشرنا قبل ذلك- من اختراع أُولَى أدوات الجراحة كالمشرط والمقصِّ الجراحي، كما وَضَع الأُسُسَ والقوانين للجراحة، والتي من أهمِّها ربط الأوعية لمنع نزفها، واخترع خيوط الجراحة, وتمكَّن من إيقاف النزف بالتخثير.

وقد كان الزهراوي هو الواضع الأوَّل لعلم (المناظير الجراحية) وذلك باختراعه واستخدامه للمحاقن والمبازل الجراحية، والتي عليها يقوم هذا العلم, وقام بالفعل بتفتيت حصوة المثانة بما يشبه المنظار في الوقت الحاضر، إلى جانب أنه أوَّل مخترع ومستخدم لمنظار المهبل، ويُعْتَبَرُ كتابه (التصريف لمن عجز عن التأليف)، والذي قام بترجمته إلى اللاتينية العالم الإيطالي جيراردو[7] تحت اسم (ALTASRIF)، موسوعة طبية متكاملة لمؤسسي علم الجراحة بأوربا, وهذا باعترافهم، ولقد حلَّ الجزء الذي تكلَّم فيه الزهراوي عن الجراحة محلَّ كتابات القدماء، وظلَّ العمدةَ في فنِّ الجراحة حتى القرن السادس عشر (أي لما يزيد على خمسة قرون من زمانه)، ويشتمل على صور توضيحية للعديد من آلات الجراحة (أكثر من مائتي آلة جراحية!) كان لها أكبر الأثر فيمن أتى مِنْ بعده من الجرَّاحين الغربيين، وكانت بالغة الأهمية على الأخصِّ بالنسبة لأولئك الذين أصلحوا فنَّ الجراحة في أوربا في القرن السادس عشر؛ يقول عالم وظائف الأعضاء الكبير هالر: "إن جميع الجراحين الأوربيين الذين ظهروا بعد القرن الرابع عشر قد نهلوا واستقوا من هذا المبحث"[8].
ابن سينا
وقد برزت شخصيات إسلامية أخرى لامعة في ميدان علم الطب من أمثال ابن سينا (ت 428هـ) الذي استطاع أن يُقَدِّم للإنسانية أعظم الخدمات بما توصَّل إليه من اكتشافات، وما يسَّره الله له من فتوحات طبية جليلة؛ فقد كان أوَّل من اكتشف العديد من الأمراض التي ما زالت منتشرة حتى الآن، فهو الذي اكتشف لأوَّل مَرَّة طُفَيْل (الإنكلستوما), وسمَّاها الدودة المستديرة، وهو بذلك قد سبق العالِم الإيطالي (دوبيني) بنحو 900 سنة، كما أنه أوَّل من وصف الالتهاب السحائي، وأوَّل من فرَّق بين الشلل الناجم عن سبب داخلي في الدماغ، والشلل الناتج عن سبب خارجي، ووصف السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم، مخالفًا بذلك ما استقرَّ عليه أساطين الطبِّ اليوناني القديم، فضلاً عن أنه أوَّل من فرَّق بين المغص المعوي والمغص الكلوي[9]، كما كشف ابن سينا -لأوَّل مَرَّة أيضًا- طُرُقَ العدوى لبعض الأمراض المعدية كالجُدَرِيِّ والحصبة، وذكر أنها تنتقل عن طريق بعض الكائنات الحيَّة الدقيقة في الماء والجوِّ، وقال: "إن الماء يحتوي على حيوانات صغيرة جدًّا لا تُرى بالعين المجرَّدة، وهي التي تسبِّب بعض الأمراض"[10]. وهو ما أكَّدَهُ (فان ليوتهوك) في القرن الثامن عشر والعلماء المتأخِّرون من بعده بعد اختراع المجهر.

ولهذا فإن ابن سينا يُعَدُّ أوَّل من أرسى (علم الطفيليات) الذي يحتلُّ مرتبة عالية في الطبِّ الحديث؛ فقد وَصَفَ لأوَّل مَرَّة (التهاب السحايا الأولي) وفرَّقه عن (التهاب السحايا الثانوي) -وهو الالتهاب السحائي- وغيره من الأمراض المماثلة، كما تحدَّث عن طريقة استئصال (اللوزتين)، وتناول في آرائه الطبية أنواعًا من السرطانات كسرطان الكبد، والثدي، وأورام العقد الليمفاوية، وغيرها[11].

وكان ابن سينا جرَّاحًا بارعًا؛ فقد قام بعمليات جراحية دقيقة للغاية، مثل استئصال الأورام السرطانية في مراحلها الأولى[12], وشقّ الحنجرة والقصبة الهوائية، واستئصال الخرَّاج من الغشاء البلوري بالرئة، كما عالج البواسير بطريقة الربط، ووصف -بدقَّة- حالات النواسير البولية، إلى جانب أنه توصَّل إلى طريقة مُبْتَكَرَة لعلاج الناسور الشرجي لا تزال تُسْتَخْدَم حتى الآن! وتعرَّض لحصاة الكُلَى وشرح كيفية استخراجها والمحاذير التي يجب مراعاتها، كما ذَكَرَ حالات استعمال القسطرة، وكذلك الحالات التي يُحذر استعمالها فيها[13]

كما كان له باعٌ كبير في مجال الأمراض التناسلية؛ فوصف بدقَّة بعض أمراض النساء؛ مثل: الانسداد المهبلي, والإسقاط، والأورام الليفية، وتحدث عن الأمراض التي يمكن أن تصيب النفساء؛ مثل: النزيف، واحتباس الدم، وما قد يُسَبِّبُه من أورام وحُمِّيَّات حادَّة، وأشار إلى أن تَعَفُّنِ الرحم قد ينشأ من عُسْرِ الولادة، أو موت الجنين، وهو ما لم يكن معروفًا من قبل، كما تعرَّض أيضًا للذكورة والأنوثة في الجنين, وعَزَاهَا إلى الرجل دون المرأة، وهو الأمر الذي أَكَّدَه مؤخَّرًا العلم الحديث[14].

وإلى جانب كل ما سبق كان ابن سينا على دراية واسعة بطبِّ الأسنان, وكان واضحًا دقيقًا في تحديده للغاية والهدف من مداواة نخور الأسنان حين قال: "الغرض من علاج التآكل منع الزيادة على ما تآكل؛ وذلك بتنقية الجوهر الفاسد منه، وتحليل المادَّة المؤدية إلى ذلك". ونلاحظ أن المبدأ الأساسي لمداواة الأسنان هو المحافظة عليها, وذلك بإعداد الحفرة إعدادًا فنيًّا ملائمًا، مع رفع الأجزاء النخرة منها، ثم يعمد إلى مَلْئِهَا بالمادَّة الحاشية المناسبة؛ لتعويض الضياع المادِّيِّ الذي تعرَّضَتْ له السِّنُّ؛ ممَّا يُعِيدُهَا بالتالي إلى أداء وظيفتها من جديد[15].

ولم تكن تلك حالات استثنائية للعبقرية الإسلامية في مجال الطبِّ, فقد حفل سجلُّ الأمجاد الحضارية الإسلامية بالعشرات، بل المئات من الروَّاد الذين تتلمذتْ عليهم البشرية قرونًا طويلة.

د. راغب السرجاني
[1] جوستاف لوبون: حضارة العرب، ترجمة عادل زعيتر ص13، 317. [2] السابق ص566. [3] ابن خلدون: العبر وديوان المبتدأ والخبر 1/650. [4] أبو داود: كتاب الطب، باب في الرجل يتداوى (3855)، والترمذي (2038)، وقال: حديث حسن، وابن ماجه (3436)، وأحمد (18477)، والحاكم (8206)، وقال: حديث صحيح. ووافقه الذهبي، والبخاري في الأدب المفرد (291)، وقال الألباني: صحيح. انظر: صحيح الجامع (2930). [5] علي بن عيسى الكَحّال: هو علي بن عيسى بن علي الكَحّال، (ت 430هـ/1039م). طبيب حاذق في أمراض العين ومداواتها. وكانوا يسمونها "صناعة الكحل"، اشتهر بكتابه "تذكرة الكحالين". انظر: ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء 2/263، والزركلي: الأعلام 4/318. [6] ابن أبي أصيبعة: طبقات الأطباء 2/263. [7] جيراردو دا كريمونا Gerardo da Cremona (1114 - 1187م): مستشرق إيطالي، مولده ووفاته في (كريمونا) من مدن إيطاليا الشمالية، أقام زمنًا في طليطلة (بالأندلس)، فترجم عن العربية إلى اللاتينية أكثر من سبعين كتابًا في مختلف العلوم. [8] جوستاف لوبون: حضارة العرب ص591. [9] عامر النجار: في تاريخ الطب في الدولة الإسلامية ص132، 133. [10] علي بن عبد الله الدفاع: رواد علم الطب في الحضارة الإسلامية ص298. [11] عامر النجار: في تاريخ الطب في الدولة الإسلامية ص133، وانظر: فوزي طوقان: العلوم عند العرب ص17. [12] انظر: محمود الحاج قاسم: الطب عند العرب والمسلمين ص148. [13] انظر: ابن سينا: القانون 3/165. [14] المصدر السابق 2/586. [15] انظر: ابن سينا: القانون 1/192.

قصة ابن المقفع ومحاولة تقليد القرآن الكريم



يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:(قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً )[الإسراء : 88].
إن أول خاصة يتنبه إليها الباحث في العلوم القرآنية هو ذلك التحدي الصريح إلى الناس كافة، منذ أربعة عشر قرنا، وبخاصة أولئك الذين ينكرون رسالة القرآن، ولم يستطع أحد من عباقرة البشر أن يرد التحدي إلى الآن. لقد أعلن القرآن بصوت عال، لا إبهام فيه ولا غموض :
قال تعالى :(وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة : 23].
إنه أغرب تحد في التاريخ، وأكثره إثارة للدهشة، فلم يجرؤ أحد من الكتاب في التاريخ الإنساني – وهو بكامل عقله – أن يقدم تحديا مماثلا، فإن مؤلفا ما لا يمكن أن يضع كتابا، يستحيل علي الآخرين أن يكتبوا مثله، أو خيرا منه.. فمن الممكن إصدار مثيل من أي عمل إنساني في أي مجال، ولكن حين يدعي أن هناك كلاما ليس في إمكان البشر الإتيان بمثله ثم تخفق البشرية علي مدي التاريخ في مواجهة هذا التحدي، حينئذ يثبت تلقائيا أنه كلام غير إنساني وأنها كلمات صدرت عن صميم المنبع الإلهي Divineorigin، وكل ما يخرج من المنبع الإلهي لا يمكن مواجهة تحدياته.
وفي صفحات التاريخ بعض الوقائع، غر أصحابها الغرور فانطلقوا يواجهون هذا التحدي.ومن هذه الوقائع قصة ابن المقفع(1) فقد أوردها المستشرق (ولاستن) في كتابه وعلق عليها قائلا:
(. . . إن اعتداد محمد بالإعجاز الأدبي للقرآن لم يكن علي غير أساس، بل يؤيده حادث وقع بعد قرن من قيام دعوة الإسلام(2).
والحادث كما جاء عن لسان المستشرق هو أن جماعة من الملاحدة والزنادقة أزعجهم تأثير القرآن الكبير في عامة الناس فقرروا مواجهة تحدي القرآن، واتصلوا لإتمام خطتهم بعبد الله بن المقفع(727م)، وكان أديبا كبيرا وكاتبا ذكيا. يعتد بكفائته فقبل الدعوة للقيام بهذه المهمة. . وأخبرهم أن هذا العمل سوف يستغرق سنة كاملة واشترط عليهم أن يتكفلوا بكل ما يحتاج إليه خلال هذه المدة. .
ولما مضي علي الاتفاق نصف عام عادوا إليه، وبهم تطلع إلي معرفة ما حققه أديبهم لمواجهة تحدي رسول الإسلام ؛ وحين دخلوا غرفة الأديب الفارسي الأصل، وجدوه جالسا والقلم في يده وهو مستغرق في تفكير عميق، وأوراق الكتابة متناثرة أمامه علي الأرض، بينما امتلأت غرفته بأوراق كثيرة كتبها ثم مزقها.
لقد حاول هذا الكاتب العبقري أن يبذل كل مجهود عساه أن يبلغ هدفه، وهو الرد علي تحدي القرآن المجيد... ولكنه أصيب بإخفاق شديد في محاولته هذه، حتي اعترف أمام أصحابه، والخجل والضيق يملكان عليه نفسه أنه، علي الرغم من مضي ستة أشهر حاول خلالها أن يجيب علي التحدي، فإنه لم يفلح في أن يأتي بآية واحدة من طراز القرآن ! وعندئذ تخلي ابن المقفع عن مهمته مغلوبا مستخذيا. (3).
المصدر: نقلا عن كتاب الإسلام يتحدى لوحيد الدين خان.
الهوامش:
(1) أبو محمد عبدا الله المعروف بابن المقفع، مؤلف وكاتب من البصرة تقول بعض المصادر أن والده كان من أصل فارسي مجوسي لقب أبوه بالمقفع لأنه اتهم بالاختلاس لمال الخراج، فضرب على يده فتشنجت
(2)Mohammad:His Life & Doetrinep.143
(3) وردت فى التاريخ أمثلة أخرى حاول أصحابها مواجهة هذا التحدى , غير أنهم أخفقوا إخفاقا ذريعا ومن هؤلاء مسيلمة بن حبيب الكذاب , وطلحة بن خويلد الأسدى والنضر بن الحارث وأبو الحسين أحمد بن يحيى المعروف بابن الراوندى , وأبو الطيب المتنبى , وأبو العلاء المعرة , صاحب كتاب " الفصول والغايات فى مجاراة السور والآيات " أنظر للتفصيل كتاب الرافعى : إعجاز القرآن ـ المترجم 

حوار لا صراع .... حوار مع البابا


بقلم الدكتور حسين اللبيدي
طبيب وباحث إسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
تطفح بين الحين والحين طعون توجه للدين العالمي الخالد ( الإسلام ) إما بجهالة أو بهدف وغاية، وقد نشطت تلك الطعون لتواكب جيوش الحملة الصليبية وتتزاوج معها، بهدف ضرب الجسم والقلب معا حتى يتحول المسلم إلي حطام لا مقاومة له يسهل سرقة ثرواته واستعباده.
وكان ممن وصل إلينا أخيرا هجوم البابا في قوله عن الإسلام :
1-     انه دين يتصادم مع العقل .
2-     انه دين يحض علي العنف من خلال آيات الجهاد .
ومن خلال إشادته بالفكر المسيحي وكتابه المقدس نعلم أن المقصود بالقول بان الدين الحق هو المسيحية والكتاب الحق هو النسخة الحالية من الكتاب المقدس المتمثلة في عهديه القديم والجديد .
أما بخصوص القرآن والإسلام فهما منتج بشري وضعه البدوي الطموح الساعي للسلطة الزمنية محمد.
ولأن البابا يدعوا للحوار العقلي ويحترم العقل كما يقول، ولأننا لا يهمنا في البابا إلا أفكاره بمعني فكر البابا ( ف ) فأن حوارنا سيكون مع فكر ( ف ) البابا وليس شخصه، فهيا بنا فى حوار مع فكر البابا وكل بابا ( وماما ) ينهج منهاجه .
مع التنبيه علي ما يأتي:
إننا نحن المسلمين نؤمن بأن التوراة حق والإنجيل حق وكل ما نزل من عند الله حق ، ونؤمن بعيسي وموسي وكل الأنبياء والمرسلين ،  ونقدر مريم الطاهرة ونعلم انه لا إكراه في الدين .
الحـــــوار
1- سؤال موجه إلى ( ف ) البابا: هل تؤمن بالله وما له من صفات الكمال ؟
أجاب ( ف ) البابا : بلا شك وهل يسأل البابا هذا السؤال البديهي، عليك أن تعتذر لذلك
2- هل توقن أن الله تابع المكلفين من عباده بإرسال الرسل تحمل رسالات السماء ؟
أجاب ( ف ) البابا : بلا شك فهاهو العهد القديم وبعده جاء العهد الجديد غير الكتب الإلهامية وأعمال الرسل.
3- هل يمكن أن يرسل الله الرحيم الحكيم عدة رسالات مختلفة لعباده ؟
أجاب ( ف ) البابا : بالطبع لا   لأن الرسالات المختلفة تعني ضلال عباده واختلافهم وصراعهم وحاشا للحكيم الرحمن الرحيم أن يكون منه ذلك، إنها رسالة واحد تشكل عامل مشترك يتوحد عليه عباد الرحمن.
4- إذا كنت تؤمن بتتالي الرسالات، بمعني انك تؤمن بأن التوراة هي ( العهد القديم ) والإنجيل هو ( العهد الجديد ) فلماذا لا تؤمن بأن القرآن هو ( العهد الأخير) ؟
أجاب ( ف ) البابا : لا داعي لذلك لأن الرسالة قد ختمت بالعهدين وأي شيء آخر فهو باطل ومنتج بشري لهدف دنيوي وللوصول إلي السلطة الزمنية باسم الدين.
5- ما الذي جعلك توقن أن القرآن ليس هو كتاب الله الخاتم المحفوظ ؟
 أجاب ( ف ) البابا : لأن هناك تناقض بين العقل والقرآن ، فمنهاج القرآن والإسلام يحض على العنف وسفك الدماء وهو يخالف منهاج الله الرحيم الذي قتل ومات لأجلنا فالله محبة  .كما أن منهاج القرآن لا يتوافق مع العقل والحرية.
والإسلام لم ينتشر بالإقناع والحب بل بالقهر وسفك الدماء، وهاهي مدرسة الإسلام الأصولية تفرز اخطر صور الإرهاب العالمي.
6- وهل لديك دليل من الكتاب يؤكد ذلك ؟
أجاب ( ف ) البابا نعم ، فالرسول عندما كان ضعيفا دعا إلى السلم ( لا إكراه في الدين ) وعندما قويت شوكته دعي إلى القتل وسفك الدماء بفرض آيات الجهاد .
7- وهل تعتبر قتال الكفار المحاربين والمجرمين والمضللين للإنسانية الساعين في ارض الله فسادا وتكفيرا ، هل تعتقد أن قتال هؤلاء الطغاة إرهاب وسفك دماء ، أم أن قتالهم يسد مداخل الإرهاب وسفك الدماء ، هل القضاء على الأجسام الممرضة خطر أم الإبقاء عليها ؟
أجاب ( ف ) البابا : عندنا في ديننا لامكان للحرب حتى مع الأعداء ، فالذي يضربك على خدك ادر له الآخر ، والذي يلعنك باركه !!
وماذا يا بابا فيما جاء علي لسان المسيح ( بأنه لم يأتي ليلقي سلاما على الأرض بل سيفا ) ثم ماذا فيما جاء فى سفر اللآويين 25 / 29 – 46[ وأما عبيدك وإماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم ، منهم تقتنون عبيداً وإماءً ، وأيضاً أبناء المستوطنين لأبنائكم  من بعدكم ميراث ملك ، تستعبدونهم أبد الدهر ، وأما إخوتكم بنوا إسرائيل فلا يتسلط على أخيه بعنف] .
وفي سفر التثنية  20-16 [حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح فإن أجابت وفتحت لك أبوابها فكل الشعب الموجود فيها يكونوا لك للتسخير ويستعبد لك ] . [وأما من هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منهم نسمة ]ومعنى نسمة في الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس = أي شيْ يتنفس
هنا يقول النص المقدس : كل الشعوب المخالفة لكم ليس لها إلا أحد الخيارين : إما الاستعباد التام كعبيد ملك يفعل بها سيدها ما يشاء بما فيها التعذيب حتى الموت ،  أو الإبادة الجماعية لكل شيء يتنفس .
[ لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك ، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعباً أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض]
 وفي سفر التثنية إصحاح 23 [ للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب إلهك ]
هذا غير النصوص الأخرى التي تدعوا إلى الإبادة للأطفال والشيوخ والنساء والزرع والضرع واغتصاب نساء المخالفين.
هذا ما جاء في كتبك ودينك وقد تحول إلى واقع عملي في كل الحروب الصليبية القديمة والحديثة وفى البوسنة واندنوسيا وصبرا وشاتيلا وغيرها .
* وفى الإسلام مازال ( لا إكراه في الدين ) ولكن الجهاد فقط للكفار المحاربين والطغاة الساعين في الأرض فسادا وتكفيرا وهذه لقطة من الحرب في الإسلام :
هدف الحرب في الإسلام تحرير الإنسان من ظلمات عبودية الطواغيت والشياطين إلى الحرية  في العبودية لله رب العالمين بلا إكراه في الدين  .
ومن أخلاقيات الإسلام في الحرب أنه صلى الله عليه وسلم أوصى بما يأتي :[ لا تقتلن امرأة ولا صغيراً ضرعا ( ضعيفاً ) ولا كبيراً فانياً ، ولا تغرقن نخلاً ، ولا تقلعن شجراً ، ولا تهدموا بيتاً ]  ولقد  وصى صلى الله عليه وسلم على الأسير فقال [ أحسنوا آسرهم، وقيلوهم واسقوهم، ولا تجمعوا عليهم حر الشمس وحر السلاح ]. وهذا من خلق القرآن الذي جعل من حسن معاملة الأسري عبادة لله كما جاء في سورة الإنسان في قوله: ( ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا )  .
قارن يا بابا بعقلك العالمي بين خلق الحرب في الإسلام وبين حروبكم الصليبية بقنابلها الذرية وأسلحة الدمار الشامل والعنصرية والتي تتخذ من النصوص المحرفة مبررا في اغتصاب الشعوب وسرقتها وتدميرها.
* أما ما يحدث من بعض التجاوزات ممن ينتسبون للإسلام من المظلومين فبسبب مؤامرات وخدع استغلت فيها الشياطين حالة الإكتئاب التي أفرزتها الحضارة العالمية الظالمة.
فبالله عليك يا فليسوف ويا من تعرف الله أو حتى تعرف معني الإنسانية ماذا يحدث لو تعرض إنسان حر مؤمن بالله ومؤمن بكل رسل الله ويحترم عيسي وموسي ومريم الطاهرة، ماذا لو تعرض هذا الإنسان للاغتصاب في أرضه وعرضه ؟ ماذا يفعل لو وجد أمه أو زوجته تغتصب ؟ ماذا يفعل لو وجد أرضه تسرق ويلقي صاحبها في الشتات ؟ ماذا يفعل لو وجد دينه الحق يمتهن ؟
هل إذا جاهد ودافع ذلك المظلوم المكتئب يعتبر مجرم ؟ أم المجرم الذي اغتصب أرضه وعرضه وثرواته وامتهن دينه الحق ؟
أيها البابا ذو القلب الرحيم والدين الذي يطفح حبا والعقل الفيلسوف بدلا من نقد المغتصبين المظلومين المسروقين من عباد الله الذين يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله ويحترمون مريم ويجلونها ، والذين حافظوا على أرواح المخالفين لهم وعلي أعراضهم وأموالهم وحفظوا لهم حرية التدين وابقوا على كنائسهم ومعابدهم
أكثر من ألف عام وحني الآن ، بدلا من تظلمهم ،  توجه لهداية قائد الحرب الصليبية المدمرة التي أبادت البشر والشجر والزرع والضرع وسممت البيئة وهتكت الأعراض باسم المقدس  .
قل لهم أن كل بترول العالم لن يساوي ساعة في نار جهنم ، وأن الملك الحكم العدل لا يحب الظلم والدمار واللصوصية باسم المقدس .
الست أنت البابا الملهم والقلب الكبير والفليسوف المعلم الداعي إلى العقل والحوار ، أذن هيا بنا بالعقل والمنطق بعيدا عن التعصب والعصبية نتفكر ساعة ونتساءل : أن أمام العقل الحر الآن عدة كتب يطلق عليها جميعا كتاب الله الوحيد الخالد المحفوظ ويدعي صاحب كل كتاب أن كتابه هو الحق الوحيد الذي يجب أن يتبع ويقود ، وأن بين هذه الكتب تقارب في بعض المواضع ،  كما أن بينها اختلاف خطير في مواضع أخري .
فهاهو الإسلام من خلال القرآن يرفض التثليث ، ويكفر تجسيم الله ووصف عيسي بأنه الله ، وهاهو دينكم يؤكد التثليث والتجسيد وألوهية عيسي ويكفر بل يستبيح دم من ينكر ذلك ، وهاهو القرآن يصف الله بصفات الكمال ، وهاهي كتبكم الحالية تنسب إليه ما لا يليق بكماله ، وهاهو القرآن يصف رسل الله بصفات الكمال البشري ، وهاهي كتبكم الحالية تتهم رسل الله بألذنا حتى ببناتها وقتل الأبرياء والسكر والسجود للأصنام .
وهاهو القرآن والإسلام يرفض العنصرية ويسوى بين عبيد الله ( لا فضل لعربي علي عجمي إلا بالتقوى ) ( لا عدوان إلا علي الظالمين ) ، وهاهي نصوصكم تأمر بالعنصرية والإبادة الجماعية للمخالفين .
وهاهو القرآن يخاطب العقل بل يأخذه في رحلة في عالم الشهود ليطل في نهايتها إلي عالم الغيب وكأنه يراه(إنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ (190) الَذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وقُعُوداً وعَلَى جُنُوبِهِمْ ويَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (191) ( آل عمران )
وهاهو القرآن يخاطب العقول المتخصصة بحقائق علمية لم تعرف إلا بعد نزول القرآن بأكثر من ألف عام جعلت موريس بوكاي أستاذ الجراحة الفرنسي الشهير يخر ساجدا أمام عظمة القرآن ويشهر إسلامه ، ويؤلف كتابه الشهير ( القرآن والتوراة والإنجيل والعلم ) وهو مترجم بعدة لغات  ، وجعلت كث المور الكندي وهو من اشهر علماء الأجنة يخر ساجدا ويدخل الإسلام ، ويقدم برنامج في التلفزيون الكندي ، عن علم الأجنة في القرآن والسنة يؤكد فيه أن ما جاء في القرآن من وصف لمراحل الجنين تتطابق مع ما اكتشف حديثا من حقائق في علم الأجنة  ، ودراسة دستور القرآن العالمي  جعلت الدكتور/ مراد هوفمان المتحدث الإعلامي لمنظمة حلف شمال الأطلنطي يقول إمام أعضاء المنظمة أن الإسلام طوق النجاة للحضارة العالمية المهددة ويشهر إسلامه ، بعد أن درس الإسلام فوجد فيه دستور عالمي يحق العدل والتوازن بين الإنسان ونفسه وبين الإنسان وأخيه الإنسان وبين الإنسان والكون من حوله  .    والكثير والكثير .
والقرآن معالي البابا العالم الفليسوف بلا منافس في كل ذلك ، والإسلام بلا بديل .
معالي البابا خذ نسخة حديثة من القرآن من عدة بلدان ، ونسخة أخري عمرها 500 سنة من عدة بلدان ، وثالثة مخطوطة عمرها ألف سنة ، وقارن بينها ستجد المطابقة كلمة كلمة ، وطبق ذلك علي كتبك الحالية وتسائل لماذا ؟
هل عرفت فخامة البابا أين الكتاب الوحيد الخالد الباقي المحفوظ وأين الدين العالمي الخاتم طوق النجاة للحضارة العالمية ( أم علي قلوب أقفالها ) .
قداسة البابا ادعوك إلي أن تجمع كل النصوص المقدسة المتاحة عندك ، وتقارن بينها وبين نص موثق للقرآن في القضايا الآتية :
1- قضية الألوهية :  لتري أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي ينزه الله مما لا يليق بكماله من أول كلمة إلي آخر كلمة فيه .
2- قضية الرسل : لتري أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي ينزه رسل الله -حملة رسالاته – من كبائر الإثم والفواحش وانظر في نصوصكم بماذا تصف أنبياء الله ورسله التي اختارها لتحمل رسالاته  .
3- قضية حقوق الإنسان : لتري كيف صانها القرآن والإسلام  في جميع جوانبها الاقتصادية والأمنية والمادية والنفسية حني مع الأعداء المحاربين .
4- قضية السلام والأمن والأمان العالمي : لتري كيف صانها الإسلام حني انه يشكل طوق النجاة للحضارة بكل المقاييس .
5- قضية خطاب العقل : لتري أن القرآن والإسلام لم يلجأ للشعوذة والأساطير والكهانة والدجل بل خاطب العقل بكل مستوياته ، خاطب عقل البدوي البسيط كما خاطب عقل البروفيسور المتخصص ، فهو دائما يأخذ بالعقل في رحلة فكرية في عالم الشهود ليطل به إلي عالم الغيب وكأنه يراه فيوقن العقل بالله وكتبه ورسله ويوم الحساب .
معالي البابا يمكنك الاستعانة بأبن بلدك ( مراد هوفمان ) أستاذ القانون والمتحدث الإعلامي السابق لمنظمة حلف شمال الأطلنطي ، أو بزميلتك الفليسوفة العالمية ((زيجريد هونكه ))  وغيرهم الكثير من العلماء والمفكرين .
معالي البابا حتما ان معاليكم يعرف عالمة الفلسفة زميلتكم الألمانية (زيجريد هونكه ) التي درست الإسلام وتاريخه وأيقنت صدقه وأنه ظلم بفعل التعصب فقالت في كتابها الشهير  ( الله ليس كذلك ) فيما ملخصه : إن البابا ( أوربان الثاني ) أراد أن يحقق أهداف سياسية وأطماع دنيوية خسيسة وظالمة تبدأ بتوحيد الكنائس المنشقة في الشرق ثم الانقضاض بها على ديار المسلمين الغافلين والمسالمين ، فأخذ يصيح أمام الجنود من الشباب العاطل وا مصيبتاه أن المسلمون الكفار في الشرق يهدمون قبر المسيح ويخربون كنيسة القيامة ويضطهدون إخوانكم المسيحيين ويقتلونهم ويغتصبونهم ، فحي على الجهاد لتطهير مقدساتكم ونجدة إخوانكم وتطهير الأرض المغتصبة من هؤلاء الأجلاف الكفار المجرمين ، ولقد كان البابا مجرما ومغرضا ،  فلقد كانت العلاقة طيبة بين المسلمين وغيرهم يسودها الاحترام والتواصل  -  محفوظة أرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم وكانت ترمم معابدهم وتحفظ مقدساتهم والتي كانت مفتوحة الأبواب أمام حجاجهم  ، وفعلا نجح الكهنة المجرمون فتحركت الجيوش لتبيد كل من أمامها من أطفال وشيوخ ونساء ولتغرق الأرض في بحار من دماء المسلمين وتحتل أرضيهم  .  وسنتناول ذلك بالتفصيل في الملحق المطول .
 ولقد بينت عالمة التاريخ الألمانية ( زيجريد هونكه ) التمهيد النفسي الذي اخترعه البابا – المخادع -  لإنجاح جرائمه الفائقة الحد والوصف ، بأنه كلف الكهنة المتحركين النشطين بإشاعة أن المسلمين مجرمين إرهابيين كفار يخربون قبر المسيح ويهدمون الكنائس ومغتصبين للأرض والعرض ويضطهدون آهل الصليب ، وفى نفس الوقت كان يستصرخ الشباب العاطل هيا إلى جهاد الكفار وانصروا الرب وطهروا الأرض من الكفار .
وهذا ما يدور الآن تماما حملات عسكرية صليبية يقودها الكهنة وحملات تشكيك وتشويه فى كتاب الله الحق وفى رسوله الخاتم بل وسب في آل البيت ، وحملات مستمرة تهدف إلى لصق تهمة الإرهاب بالإسلام تمهيدا لشن حرب عالمية عليه أو كسب التأييد العالمي لذلك ، وفى نفس الوقت صيحات كاذبة  تقول : النجدة المسيحيون يقتلون ويغتصبون ويضطهدون وتحرق كنائسهم ، وكل ذلك باطل لدرجة أن بعض المفكرين عبر بأن حال الأقلية أفضل من حال الأغلبية من الناحية المادية والعلمية وحقوق الإنسان ، حتى أن هناك نكتة ترددت بأن الأغلبية المسلمة سترفع شكوى لتسويتها بالأقلية المميزة .
معالي البابا بقلبك الكبير وعقلك الراقي افعل كما فعلت زميلتك في الفلسفة الألمانية (زيجريد هونكه )  ، بأن درست الإسلام من مصادره وقارنت بين كتابه المحفوظ والنصوص المحرفة ، ثم انطق بالحق كما فعلت ، وتذكر أن كل تيجان الدنيا وذهبها وكراسيها لا تساوي دقيقة فى نار جهنم ، وقريبا ستقف أمام الديان فتسأل .
إنني أقول ذلك  حبا وتقديرا لعقلك الفلسفي وقلبك الرقيق وطلبك للحوار .
 ، وللمزيد من البينة ادعوك لقراءة البحث المطول التالي ضمن كتاب ( حوار مع البابا ) ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والحساب على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون .
د/ حسين رضوان اللبيدى    
( مدير مستشفى  )   وعضو هيئة الإعجاز العلمي بمكة سابقا
 وعضو جمعية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بالقاهرة وجنوب الوادي
 مصر 0127580446
 hussan_brain@yahoo.com

موعد تحرك الجنين معجزة علمية



صورة ثلاثية الأبعاد لجنين في بطن أمه صورت بالأمواج الصوتية فتبارك الله أحسن الخالقين
د. محمد دودح
المستشار العلمي بالهيئة العالمية
للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد: فجوابا على السؤال عن موعد نفخ الروح؛ هل هو طِبِّيًا كما قال علماء الأمة الأجلاء بعد 120 يوما, أم هو كما يقول به البعض اليوم بعد 40 يوما, وهل يجوز الإجهاض قبله؟, أقول مستعينًا بعلام الغُيوب سائلهُ تعالى الرشاد والتوفيق والسداد:
(أولا) موعد تحرك الجنين في القرآن الكريم: وفق المصطلحات الوصفية في القرآن الكريم وعلم الأجنة يمر الإنسان بجملة أطوار تكوينية:
(أولا): النطفة الأمشاج؛ أي المختلطة العناصر الوراثية من الجنسين, وتتكون عند الإخصاب fertilization في الثلث الخارجي لقناة الرحم بتلقيح حوين منوي يحتوي على نصف عدد الفتائل الوراثية في خلية كل بشر للبويضة التي تحتوي على النصف الآخر, فتتكون أول خلية بشرية Zygot تحتوى على كامل الفتائل الوراثية (23 زوجا), ورغم تضاعف عدد الخلايا خلال الانتقال وحتى الغرس بالرحم في نهاية الأسبوع الأول يظل الكائن الحديث الخلق بهيئة نطفة (قطيرة ماء) كروية الشكل بالكاد ترى بالعين المجردة.
(ثانيا): العلق وتكوين الجنين Embryo, وفي هذا الطور الذي يستمر حتى نهاية الأسبوع الثالث يماثل الجنين العلقة leech؛ في الشكل الطولي كالدودة والعيش في سائل والتعلق والتغذي على دماء كائن آخر وانعدام عمل الجهاز الدوري.
(ثالثا) المضغة, وفي تلك المرحلة منذ بداية الأسبوع الرابع وحتى نهاية السادس يكون الجنين بالفعل كتلة معتبرة كالمضغة؛ أي بحجم وهيئة ما يُمكن أن يمضغ وتظهر عليه انبعاجات وعلامات الأسنان نتيجة لتكوين أوليات الفقرات والأعضاء.
(رابعا): العظام والعضلات, وتكوين أوليات الهيكل معلم بارز في تاريخ الكائن البشري حيث تبدأ الهيئة البشرية في الاتضاح مع تكون العظام في الأسبوع السابع وتتضح أكثر مع تنامي العضلات في الثامن؛ وبنهايته تتكامل جميع أوليات الأعضاء وتنتهي المرحلة الجنينية Embryonic Stage التي تبدأ مع بدء طور العلق الذي يمثل البداية الفعلية لتكوين الجنين بالرحم.
(خامسا) مرحلة الحُمَيل fetus؛ وتبدأ هذه المرحلة مع بدء الأسبوع التاسع وتستمر حتى الولادة بعد حوالي 266 يوما منذ تخصيب البويضة, وتسمى بالمرحلة الحميلية Fetal Stage, وتتصف بالنمو وتعديل الهيئة وبدء وظائف الأعضاء في العمل, ومن الأحداث المهمة فيها اتضاح مظاهر الذكورة في الشهر الثالث نتيجة لإفراز هرمون الذكورة وإلا بقي المظهر الموحد في الجنسين حتى تتضح الأنوثة في الرابع, وتتضح للأم حركة الجنين الإرادية بنهاية أربعة أشهر علامة أكيدة على الحياة الواعية.
صورة للجنين في طور العلق أضغط على الصور لتكبيرها
وتعجب أن يصف القرآن قبل اكتشاف المجهر أطوار الجنين في منظومة دلالية تتكامل بلا اختلاف رغم تعدد المواضع, قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ المؤمنون: 12-14, وفي مقابل دلالة حرف (الفاء) في التعبير (فخلقنا, فكسونا) على الترتيب والتعقيب بغير مُهلة فإن الأداة (ثم) تقتضي المُهلة؛ فتفيد تأخر مظاهر تكون إدراكه واتضاح حركته الإرادية بمدة أكبر نسبيا في مرحلة لاحقة تلت مرحلة تخليق أوليات الأعضاء التي انتهت باكتمال أوليات الهيكل العظمي والعضلات, والثابت علميا بالفعل أنه قريب الشهرين تكون كل أوليات الأعضاء قد اكتملت بينما يتأخر اتضاح حركة الجنين إلى أربعة أشهر؛ وأنه يمكن رصد انتظام دوري للحركة يعكس وجود فترات منتظمة من النوم واليقظة علامة على بدء المخ أداء وظائفه, قال ابن كثير المتوفى سنة 774 هـ في تفسيره (ج5ص466): "(ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ)أي: ثم نفخنا فيه الروح فتحرك وصار (خَلْقًا آخَرَ)؛ ذا سمع وبصر وإدراك وحركة واضطراب".
وفي تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ. فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ [الحجر: 28و29]؛ نقل الألوسي المتوفى سنة 1270 هـ في روح المعاني عن أبي حامد الغزالي المتوفى سنة 505 هـ تفسيره للتعبير بالنفخ بقوله (ج14ص36): "عَبَّرَ (عن إيقاد الوعي والحركة) بالنفخ الذي يكون سببًا.. لاشتعال الحطب", وفسر الألوسي مضمون المَثَل بقوله (ج23ص225): "نفخ الروح فيه.. إعطائه قوة العلم والعمل", وبعبارة أخرى: نشأة الوظائف الإدراكية وبدء الحركة الإرادية, والأصل في دلالة لفظ (النفخ) في بادية العرب زمن التنزيل هو دفع هواء النَّفّس ليشتعل الحطب وتتأجج النيران؛ وكَأَنَّ روحًا من الفم أوقدته وبثت في ذلك الحطب المُهَيَّأ للاشتعال حركة وحياة, فاستعيرت صورة (النفخ) لبث الملكات العقلية والحركة الإرادية في الجنين؛ وكأن الوعي والحركة اشتعال ما يلبث أن يتضاعف توقده ويتجلى تأججه, وهو من روائع التمثيل ودقيق التعبير المطابق للواقع في القرآن الكريم.
تأجج نيران موقد الحطب بالنفخ وتحرك ألسنة اللهب مشهد معلوم في بيئة العرب.
وعبارة النيسابوري المتوفى سنة 728 هـ في غرائب القرآن (ج4ص484): "ليس ثَمَّ نفخ ولا منفوخ وإنما هو تمثيل.., ولا خلاف في أن الإضافة في قوله: (روحي) للتشريف والتكريم مثل (ناقة الله) و(بيت الله)", وعبارة أبي السعود المتوفى سنة 951هـ في إرشاد العقل السليم (ج5ص74): "(فإذا سويته) أي صورته بالصورة الإنسانية والخلقة البشرية.. (و) سويت أجزاء بدنه.., (ونفخت فيه من روحي).. إنما هو تمثيل لإفاضة ما به الحياة (الواعية)", وهكذا أيد الكثير من المفسرين أن تعبير (نفخ الروح) تمثيل للمعنوي بحسي بغرض بيان بث الحياة الواعية والحركة الإرادية؛ منهم النسفي المتوفى سنة 710 هـ في مدارك التنزيل (ج2ص241), وأبو حيان المتوفى سنة 745 هـ في البحر المحيط (7ج ص192), والخطيب الشربيني المتوفى سنة 977 هـ في السراج المنير (ج3ص440), والشوكاني المتوفى سنة 1250 هـ في فتح القدير (ج4ص632), والجاوي المتوفى سنة 1316 هـ في التفسير المنير (ج3ص42), وقولهم بالتمثيل لبث الروح بمشهد النفخ المحسوس في الحطب يعني تفويض طبيعة الروح كأمر غيبي لعلام الغيوب.
وتتعدد في القرآن الكريم معاني لفظ (الروح) وتُبَيِّن القرائن المعنى اللائق الموافق للمقام؛ وقد يرد لوصف نعمة نفيسة, وفي قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ﴾ [النساء: 171]؛ قال الرازي المتوفى سنة 606 هـ في تفسيره (ج5ص447): "جرت عادة الناس أنهم إذا وصفوا شيئاً بغاية الطهارة والنظافة قالوا: إنه روح، فلما كان عيسى لم يتكون من نطفة الأب.. وُصف بأنه روح، والمراد من قوله (مِنْه) التشريف والتفضيل؛ كما يقال: هذه نعمة من الله، والمراد كون تلك النعمة كاملة شريفة.., (وقيل أيضا): روح منه؛ أي: رحمة منه, (كما) قيل في تفسير قوله تعالى: ﴿وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مّنْهُ﴾ [المجادلة : 22]؛ أي برحمة منه"، ووُصِفَ القرآن كذلك بالروح على سبيل التمثيل بالمعهود الذهني الشائع في قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ [الشورى: 52], قال الراغب الأصفهاني المتوفى سنة 502هـ في مفردات ألفاظ القرآن (ج1ص421): "سُمِّيَ القرآن روحًا.., لكون القرآن سببًا للحياة الأخروية", وقد وُهِبَ الإنسان نعمة نفيسة كذلك هي العقل؛ فنشأت المَلَكَات العقلية وهو جنين وتحرك إراديًا بعد التهيؤ بتكون الأعضاء, وفي قوله تعالى: ﴿وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ. ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ [السجدة: 7-9]؛ قد تَلَاَزم (نفخ الروح) كتعبير عن الحركة والوعي مع بدء نشاط الوظائف الإدراكية والإرادية على سبيل التفسير كمعلم بارز في تاريخ الجنين, وأبرز معالم الوعي نشأة وظائف أجهزة السمع والبصر والجهاز العاطفي Limbic System وأبرز معالم الإرادة اتضاح الحركة الإرادية دليلا على بث الحياة الواعية, والالتفات من الحديث بضمير الغيبة (نسله, وسواه, ونفخ فيه) إلى ضمير الخطاب (وجعل لكم) يناسب تلك النقلة الواسعة.
وقد رصدت أجهزة الموجات فوق الصوتية حديثًا بعض حركات إرادية للجنين كمص الأصبع ابتداء من الأسبوع السادس عشر؛ ويمكن في وقت مبكر رصد بعض حركات فردية للعضلات قبل الحركة الإرادية المنسقة بين الجهاز العصبي والعضلي, وبعد الأسبوع السابع عشر (أربعة أشهر) تكون الحركات الإرادية قد اتضحت تماما نتيجة للنشاط الإرادي للجهاز العصبي, قال ابن القيم المتوفى سنة 751 هـ في كتابه التبيان في أقسام القرآن (ج1ص218): "فإن قيل: الجنين قبل نفخ الروح فيه هل كان فيه حركة وإحساس أم لا؟؛ قيل: كان فيه حركة النمو والاغتذاء كالنبات, ولم تكن حركة نموه وإغتذائه بالإرادة, فلما نُفخت فيه الروح انضمت حركة حسيته وإرادته إلى حركة نموه واغتذائه", وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين المتوفى سنة 1421 هـ في تفسيره (ج34ص4): "والروح لا نستطيع أن نعرف كنهها وحقيقتها..؛ قال تعالى: ﴿ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً﴾ [الإسراء: 85], فينفخ الملك الروح في هذا الجنين فيبدأ يتحرك، لأن نماءه الأول كنماء الأشجار بدون إحساس، (و)بعد أن تنتفخ فيه الروح يكون آدمياً يتحرك". وعند أهل الكتاب كذلك ما يوافق أن التمثيل بالنفخ كناية عن بث الحياة الواعية للجنين, وتفسير العبارة (تكوين 2: 7): "نفخ في أنفه نسمة حياة"؛ في قاموس الكتاب المقدس: "قد أوجد الله فيه العواطف الخلقية والميول الروحية والقوى العقلية.., ولا يُراد بنسمة الحياة هذه عملية التنفس الطبيعي فحسب؛ وإنما المُراد منها هو أن الله أعطاه تلك القوى العقلية والروحية مقترنة بالنفس الحية", و"الروح هي العقل.. خلق الله الإنسان بإعطاء حياة للجسد الذي صوره ثم بخلق روح عاقلة وهبها للإنسان". ويمكن للجنين سماع الأصوات وتتضح حركته الإرادية للأم كذلك بعد أربعة أشهر؛ أي بعد الأسبوع السابع عشر من بدء الحمل, وتستطيع صاحبة الخبرة متكررة الحمل Multipara أن تستشعر الحركة مبكرا في الأسبوع السادس عشر, ويتفق هذا مع الاحتياط بتحديد أكبر مدة لعدة المتوفى عنها زوجها استبراءً للرحم بعد اتضاح كل علامات الحمل؛ خاصة شعور الحامل بحركة الجنين Quickening, قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: 234], والأصل ألا يقع وقاع إلا في طهر امتثالا لقوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ﴾ [البقرة: 222], ويبدأ الطهر بعد أربعة (2-6) أيام حيض, وطول الدورة الشهرية أربعة (3-5) أسابيع ويقع التبويض منتصفها, وقابلية البويضة للإخصاب لا تتجاوز يوم, ولذا لا يقع الحمل غالبا إلا بعد حوالي عشرة أيام في الطهر, وإذن يكون موعد اتضاح حركة الجنين بعد أربعة أشهر منذ نشأته؛ قال ابن عاشور (ج1ص667): "جعل الله عدة الوفاة منوطة بالأمد الذي يتحرك في مثله الجنين تحركاً بيناً"؛ وهو الواقع بالفعل, قال أستاذ الأجنة د. كيث مور في كتابه أطوار خلق الإنسان The Developing Human (ص9): يُتَوَقَّع الوضع بعد 147 (+ أو- 15) يوماً منذ اتضاح حركة الجنين، ومدة الحمل منذ الإخصاب 266 يوما (38 أسبوعا), فتكون المدة قبل حركته: 266 - 147 = 119 يومًا, وبإضافة يوم الحركة يكون موعد اتضاح حركة الجنين حول: 120 يوما؛ أي أربعة أشهر, فعدة الوفاة إذن قائمة على العلم بأن موعد التبويض منتصف الدورة؛ وهو ما لا يتيسر لأَحَدٍ معرفته زمن التنزيل إلا بوحي.
(ثانيا) الجمع بين الروايات: أيدت جملة روايات تفسيرية ما ورد في القرآن من أطوار خلق الإنسان؛ بينما كان السائد منذ عهد أرسطو Aristotle في القرن الرابع ق.م. أن الجنين يُخلق كاملا ابتداء من دم الحيض بلا أطوار نتيجة للتحفيز بالمني, وبعد اكتشاف المجهر تصور داليمباتيوس Dalempatius قبل بداية القرن الثامن عشر بعام أن الإنسان يُخلق كاملا في رأس الحوين المنوي, ومن المأثور الذي خلى من تحديد المدة وحافظ على ترتيب الأطوار ما رواه البخاري في الصحِيحِ عَنْ أَبِى النُّعْمَانِ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِى كَامِلٍ عَنْ حَمَّادٍ: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: "َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا يَقُولُ أَىْ رَبِّ نُطْفَةً أَىْ رَبِّ عَلَقَةً أَىْ رَبِّ مُضْغَةً, فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِىَ خَلْقَهَا قَالَ: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى, أَشَقِىٌّ أَمْ سَعِيدٌ, فَمَا الرِّزْقُ, فَمَا الأَجَلُ, فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِى بَطْنِ أُمِّهِ", وبالفعل تظهر معالم الذكورة في الشهر الثالث بعد اكتمال أوليات الأعضاء؛ وإلا استمر الجنين بهيئة النفس الواحدة في الجنسين Indifferent Stage حتى تتضح الأنوثة في الرابع.
تتضح الهيئة البشرية تماما ويبدأ تميز علامات الذكورة بعد انتهاء الأسبوع الثامن من الحمل.
ومن المأثور الذي حدد مدة توافق بداية اتضاح الهيئة الإنسانية ما أخرجه أحمد ومسلم والبيهقي عن حذيفة بن أسيد قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول: (إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة)",وفي رواية: "إذا وقعت النطفة في الرحم ومضى عليها خمس وأربعون ليلة؛ قال الملك: يا رب أذكر أم أنثى؟", وفي رواية أخرى: "يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين ليلة فيقول: يا رب أشقي أو سعيد؟ فيكتبان, فيقول: أي رب أذكر أو أنثى؟؛ فيكتبان, فيكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص", والتردد بين وأربعين وحتى خمس وأربعين يمكن حمله على أن المراد فترة تختلف من حمل لآخر في تلك الحدود, وفي رواية أخرى: "إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟, فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك, ثم يقول: يا رب أجله؟ فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك..", وذكر الحديث.
قال القرطبي المتوفى سنة 671 هـ في تفسيره (ج12ص9): "نسبة الخلق والتصوير للمَلَك نسبة مجازية لا حقيقية.., ألا تَرَاهُ سبحانه قد أضاف إليه الخلقة الحقيقية وقطع عنها نسب جميع الخليقة فقال: (ولقد خلقناكم ثم صورناكم), وقال: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين. ثم جعلناه نطفة في قرار مكين), وقال: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة).., إلى غير ذلك من الآيات؛ مع ما دلت عليه قاطعات البراهين أن لا خالق لشيء من المخلوقات إلا رب العالمين, وهكذا القول في قوله (ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح)..؛ فإنه بإحداث الله تعالى لا بغيره.., (و)لم يختلف العلماء أن نفخ الروح فيه يكون بعد مائة وعشرين يوما, وذلك تمام أربعة أشهر ودخوله في الخامس.., وعليه يعول فيما يُحتاج إليه من الأحكام.., وذلك لتيقنه (أي نفخ الروح) بحركة الجنين في الجوف, وقد قيل إنه الحكمة في عدة المرأة من الوفاة بأربعة أشهر وعشر, وهذا الدخول في الخامس يحقق براءة الرحم ببلوغ هذه المدة إذا لم يظهر حمل", وقال الشوكاني المتوفى سنة 1250 هـ في تفسيره (ج1ص376): "ووجه الحكمة في جعل العدة للوفاة هذا المقدار أن الجنين.. يتحرك في الغالب", وقال البيضاوي المتوفى سنة 691 هـ في تفسيره (ج1ص527): "المقتضى لهذا التقدير أن الجنين في غالب الأمر يتحرك", وقال ابن تيمية المتوفى سنة 728 هـ في دقائق التفسير (ج1ص27): "ينفخ فيه من الروح بعد مضي أربعة أشهر", وفي رسائله (ج6ص103): "النفخ.. يكون بعد مضي أربعة أشهر", وقال ابن عاشور المتوفى سنة 1393هـ في تفسيره (ج1ص667): "فما بين استقرار النطفة في الرحم إلى نفخ الروح في الجنين أربعة أشهر", والقول إذن بأن نفخ الروح لا يقع بعد أربعة أشهر من عمر الجنين وإنما بعد أول أربعين, وأنه اكتشاف علمي حديث؛ لا يستند لأصل علمي صحيح ولا تحليل دلالي مطابق لنصوص الوحي, وفيه اعتراض على ما توارثه الأئمة جيلا بعد جيل وأيده العلم الحديث من اتضاح الحركة الإرادية للجنين في أربعة أشهر كعلامة محسوسة للتغير المعبر عنه بنفخ الروح, وأما دفع توهم امتداد أطوار التخليق لأربعة أشهر فقول صحيح؛ لاكتمال جميع أوليات الأعضاء عند نهاية ثمانية أسابيع بيقين.
ويُمكن تأويل الروايات التي يُتَوَهَّم توزيعها الأربعة أشهر على أطوار ثلاث لكل منها أربعين يومًا بوجهٍ يُطَابق الواقع, في رواية البخاري عن عبد الله بن مسعود: "حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق؛ قال: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً, ثم يكون علقة مثل ذلك, ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكاً يؤمر بأربع كلمات, ويقال له: اكتب عمله ورزقه وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح)", وفي رواية مسلم عن عبد الله ابن مسعود أيضا بزيادة (في ذلك): "حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق؛ قال: (إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح.."؛ يستقيم حمل (جمع الخلق) تمثيلاً على التنادي واجتماع الأجزاء لتكوين الأعضاء؛ فيتكون كل طور (مثل ذلك) الجمع فيتغير الشكل سريعًا في مرحلة تخليق الأعضاء خاصة, ومثله التعبير عن الاحتشاد يوم البعث بالجمع والتنادي في التعبير: ﴿وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ [الشورى: 7], و﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ﴾ [التغابن: 9], و﴿وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ﴾ [غافر: 32], فلم يتبق حينئذ في الرواية ما يَعُود إليه التعبير (في ذلك) إلا الزمن (أربعين يوما), فالثلاث أطوار إذن (نطفة, علقة, مضغة) تقع في نفس الستة أسابيع قبل تكون العظام واللحم؛ خاصة لعدم ذكر للنطفة وبيان منحها كل الأربعين, فلو أن الأربعين للنطفة وحدها ولكل من الطورين الآخرين مدة مستقلة مثلها لذكرت بالاسم بيانًا لاستمرارها في كل الأربعين.
وفي رواية عن ابن مسعودٍ: "إنَّ النطفةَ إذا استقرَّت في الرَّحمِ تكونُ أربعينَ ليلةً ثم تكونُ علقةً أربعينَ ليلةً ثمَّ تكون مضغة أربعين ليلة ثم تكونُ عظاماً أربعين ليلةً ثم يكسو الله العظامَ لحماً", قال ابن رجب الحنبلي المتوفى سنة 795 هـ في جامع العلوم والحكم (ج6ص8): "رواية الإمام أحمد (هذه) تدلُّ على أنَّ الجنين لا يُكسى اللَّحمَ إلاَّ بعد مئةٍ وستِّين يوماً, وهذه غلطٌ بلا ريبَ فإنَّه بعد مئة وعشرينَ يوماً يُنفخُ فيه الرُّوحُ بلا ريب.., وعلي بنُ زيدٍ هو ابنُ جُدْعان لا يحتجُّ به, وقد ورد في حديث حذيفة بن أسيدٍ (إذا مرّ بالنُّطفة سنتان وأربعونَ ليلةً..) ما يدلُّ على خلقِ اللَّحمِ والعِظام في أوَّلِ الأربعين الثانية. وبالإضافة إذن لإمكان التأويل إلى وجه مطابق للواقع المؤكد طبيًا بيقين؛ فإن رواية حذيفة بن أسيد تؤكد صريحًا وقوع كل الأطوار الثلاث الأولى (نطفة وعلقة ومضغة) في الستة أسابيع الأولى (42 ليلة) وتكون العظام واللحم ابتداء من الأسبوع السابع: "إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها..", وبذلك يُمكن الجمع بين الروايات الصحيحة السند بوجه يستقيم مع الواقع؛ فيزول توهم التعارض وتتألق دلائل النبوة الخاتمة.
(ثالثا) الإجهاض المتعمد هدم لمشروع الوليد:
 لو وُضِعَ الأساس لمشروع عمارة متعددة الأدوار؛ فلم يكن سوى أساس الدور الأول والأعمدة بلا جدران, وجاء أحدهم وأطاح بالأعمدة وهدم الأساس متعمدًا؛ ألا تناله عقوبة ويلزمه التعويض!, وكلما زاد البناء وتعددت الأدوار؛ ألا تتضاعف العقوبة ويزداد التعويض!, هكذا رأي جمهور الفقهاء أنه كلما تقدمت أطوار تخليق جنين الإنسان تضاعفت العقوبة وزاد التعويض لهدم مشروح الوليد ومنع بلوغه الكمال بالاعتداء عليه وتعمد الإجهاض Abortion بغير اضطرار, والضرورة تقدر بقدرها, ولا يُدرك الإجهاض إذا وقع بعد أسبوعين من وقوع الحمل لأنه يُشتبه غالبا مع الحيض التالي, وقد لا يُدرك الحمل كذلك إلا بعد مرور موعد الحيض التالي بفترة معتبرة فيكون الجنين قد تجاوز طور النطفة والعلقة, وهذا يعني أن الإجهاض لا يُتَبَيَّن غالبا إلا والسِّقط قد أصبح مضغة أو أكثر تقدما؛ مما يضيق أكثر على أعذار الإجهاض. ويُجمع العلماء على تحريم الإجهاض المتعمد بعد مائةٍ وعشرين يومًا مِن بدءِ الحمل حيث تبلغ شدة المنع ذروتها باتضاح حركة الجنين, وفي كتاب القوانين الفقهية لابن جزي المتوفى سنة 741 هـ (ص212): "إذا قبض الرحم المني لم يجز التعرض له، وأشد من ذلك إذا تخلق، وأشد من ذلك إذا نفخ فيه الروح؛ فإنه قتل نفس إجماعاً", وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين المتوفى سنة 1421 هـ (رحمهم الله تعالى جميعا) في لقاءات الباب المفتوح: "إسقاط الجنين إن كان بعد نفخ الروح فيه فإنه لا يجوز إسقاطه بأي حال من الأحوال.., (و) قبل أن تنفخ فيه الروح لا شك أنه يختلف بحسب بلوغ الجنين؛ فهو أول ما يكون نطفة أهون ثم إذا كان علقة صار إسقاطه أشد، ثم إذا كان مضغة صار إسقاطه أشد". فكما تَرَى؛ الأصل هو منع الإجهاض في أي طور كان الجنين والضرورة استثناء, والمنع مع التيقن من حركته أولى؛ سواء كانت الحركة مُرَاد التعبير "نفخ الروح" تمثيلا أو علامة عليه, وموعدها في الشريعة والطب لا خلاف عليه, ومدة أربعة أشهر لنفخ الروح وتحرك الجنين أساسها عدة الوفاة القطعي الثبوت والدلالة, وروايات الأربعين تفسير وتفصيل, ومجمل القول أن معالجة وهم امتداد أطوار التخليق الثلاث الأولى لأربعة أشهر تتطلب الجمع بين الروايات والترجيح في ضوء الحقائق العلمية؛ وليس بالتشكيك في موعد الحركة الإرادية الثابت بالوحي والموافق للواقع, ومعارضة قول بإباحة الإجهاض قبل أربعة أشهر ليس عذرًا؛ لأن الأصل هو المنع المتزايد الشدة بتقدم الأطوار إلى حد التحريم, والله تعالى أعلم.
يستقبل المؤلف تعليقاتكم على المقال على الإيميل التالي

الدكتور محمد دودح

المراجع العلمية:
1. The Developing Human, Keith L. Moore, Fourth ed.,1988, Saunders Comp., Toronto, P: 7-11, 14. 2. Obstetrics and Gynaecology for Postgraduates, Charles Whitfield, 5th ed., 1995. 3. Obstetrics and Gynaecology, Tim Chard, 4th ed., 1995. 4. Medical Embryology, Jan Langman, 4th ed., 1981. 5. Human Male Fertility and Semen Analysis, Glover, Barratt, Tyler, Hennessey, 1990.
 المراجع الدينية:
 ( ترقيم المكتبة الشاملة) 1. صحيح البخاري المتوفى سنة 256 هـ. 2. صحيح مسلم المتوفى سنة 261 هـ. 3. سنن البيهقي المتوفى سنة 458 هـ. 4. مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني المتوفى سنة 502 هـ 5. تفسير الرازي المتوفى سنة 606 هـ. 6. تفسير القرطبي المتوفى سنة 671 هـ. 7. تفسير البيضاوي المتوفى سنة 691 هـ. 8. تفسير النسفي المتوفى سنة 710 هـ. 9. دقائق التفسير لابن تيمية المتوفى سنة 728 هـ. 10. رسائل ابن تيمية المتوفى سنة 728 هـ. 11. تفسير النيسابوري المتوفى سنة 728 هـ. 12. القوانين الفقهية لابن جزي المتوفى سنة 741 هـ. 13. تفسير أبي حيان الأندلسي المتوفى سنة 745 هـ. 14. التفسير القيم لابن القيم المتوفى سنة 751هـ. 15. التبيان في أقسام القرآن لابن القيم المتوفى سنة 751 هـ. 16. تفسير ابن كثير المتوفى سنة 774 هـ. 17. جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي المتوفى سنة 795 هـ. 18. فتح الباري لابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 هـ. 19. تفسير أبي السعود المتوفى سنة 951 هـ. 20. تفسير الخطيب الشربيني المتوفى سنة 977 هـ. 21. تفسير الشوكاني المتوفى سنة 1250 هـ. 22. تفسير الألوسي المتوفى سنة 1270 هـ. 23. التفسير المنير لمحمد بن عمر نووي الجاوي المتوفى سنة 1316 هـ. 24. لقاءات الباب المفتوح لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين المتوفى سنة 1421 هـ. 25. قاموس الكتاب المقدس

العلم اليقين في شرح حديث ناقصات عقل ودين


إعداد الدكتور سمير بوراس 
استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية
وأستاذ مساعد في كلية الطب - الجزائر
 الحديث 6569 - يا معشر النساء ! تصدقن وأكثرن الاستغفار. فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن ، جزلة : وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار قال : تكثرن اللعن وتكفرن العشير وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن. قالت: يا رسول الله ! وما نقصان العقل والدين ؟ قال: أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل. فهذا نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين الراوي: عبد الله بن عمر المحدث: مسلم.
- المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 79 خلاصة الدرجة: صحيح وهو مروي أيضا في البخاري.
هناك قاعدة لأهل العلم تقول "قال العلماء إذا صح الحديث وجب التصديق والتسليم به أولا ثم محاولة فهمه ثانيا"
 الشرح اللغوي والفهم الديني
 للحديث السؤال الأول: هل في الحديث امتهان للمرأة؟؟
 - مناسبة الحديث: يوم عيد
 - جزلة:كما قال النووي (ذات عقل ورأي)
 - صيغة الحديث: صيغة تعجب (اذهب للب الرجل !!) وليست صيغة تقرير.
 ملاحظة: قصة الملكة بلقيس في القرآن تشهد على أن رجاحة العقل لا تتعلق بجنس الذكر دون الأنثى مما سبق نتبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم (الإسلام) لا يريد بهذا امتهانا أو انتقاصا من قدر المرأة ومن فهم هذا فالعيب فيه.
السؤال الثاني: هل تكليف المرأة غير تكليف الرجل من ناحية الشرع ؟
مع أن الأمثلة كثيرة في القران والسنة إلا أننا نكتفي بآية وحديث: يقول تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" سورة الحجرات الآية 13جاء في الحديث الصحيح "....... قال: أما تذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون المغلوب على عقله و عن النائم حتى يستيقظ و عن الصبي حتى يحتلم....".
 قال الألباني: حديث صحيح فهل المراة معفية من المسؤولية بما انها ناقصة عقل !؟؟: لا.
السؤال الثالث: لننظر إلى الحديث الآن الذي علل نقص العقل, هل جاء على إطلاقه أو مقيد بالشهادة ؟؟
 " قال: أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل" الحديث, الجواب واضح ولا يحتاج إلى تخمين ثم تعالوا نربط الحديث بأية الدين والشهادة يقول تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" البقرة 282 الله سبحانه وتعالى اخبرنا العلة من الأمرأتين وهي أن تضل إحداهما "بمعنى أن تنسى" فتذكرها الأخرى
السؤال الرابع :هل هذا النوع من الشهادة عبئ وتكليف أو تكريم وتشريف للمرأة؟؟
 أكيد أنها مسؤولية كبيرة وبذلك يكون الله قد خفف عنها هذا الأمر وهو الأمثل, فما هو السبب مع ان الرجل ايضا ينسى؟ لامور سنراها فيما سيلي
السؤال الخامس: مع من جمع الرسول صلى الله عليه وسلم" وهو الذي اوتي مجامع الكلم" نقص العقل ؟؟ : جمعه مع نقص الدين -
فما هو العامل المشترك بينهما ؟؟ هو النقص - فهل هذا النقص دائم أو نسبي عارض ؟؟ كما هو عارض بالنسبة للدين(ترك الصلاة والصيام لسبب عارض) فهو أيضا عارض بالنسبة للعقل(ترك شهادة المنفردة في الدين لسبب معين) إذا مما سبق كله نقول أننا أمام نقص عقل عارض مقيد بالشهادة لعلة النسيان .
السؤال السادس: ولكن هل شهادة المرأة مقيدة فقط في أمر التداين في المال كما هو ظاهر الآية أو في أمور أخرى؟؟ اختلف العلماء فيما يمكن أن تكون المرأة شاهدة فيه منفردة, بل قد تكون أمور نتائجها اخطر واهم ونعطي بضع أمثلة يقول ابن قدامه في المغني(بتصرف) :انه يؤخذ بشهادة الواحدة في أمور الولادة والاستهلال والرضاع والعيوب تحت الثوب....... ولا شك إن منها الأمور المحرمة للزواج ومنها المفرقة للأزواج ومنها ما يثبت الحقوق وغيره...... وكلها أمور عظيم قدرها لا داعي للخوض فيها لأنها مسالة أخرى وهذا يؤكد النقص المقيد كما سبق شرحه وهو دليل ان المعاملات المالية(الشهادة في الدين) لها شان خاص. ملاحظة: نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أن الآية جاءت لحفظ الحقوق وهو الأمثل وتبقى للقاضي طرق عديدة للحكم.
الشرح والفهم العلمي للحديث:
 والآية اولاًالآية قيدت الشهادة في الدين والعلة هي النسيان عند المرأة كما سبق ذكره, فهل للأمر علاقة بالعاطفة ؟؟؟؟؟
 ليس للأمر علاقة بالعاطفة لسببين : الآية والحديث وضحا أن العلة من نقص العقل هي النسيان وهي في الحقيقة سبب كاف لوحده. لا دليل علمي على أن هناك غلبة للعاطفة عند المرأة تفسر نقص عقلها النسبي: جل علماء علوم الأعصاب والبسيكولوجيا يتفقون اليوم بان الرجل أكثر عاطفة من المرأة, بينما المرأة تعبر عن شعورها وعاطفتها أكثر من الرجل فقط كما يقول احد اكبر الأساتذة في هذا المجال Serge Gingerب(1) وقد سألته شخصيا لتوضيح المسالة فقال: أن المرأة حساسة(sensible) أكثر من الرجل لان حواسها أكثر تطورا: الشم ,السمع.... ولكن الرجل أكثر عاطفة(émotif) : السعادة, الحزن,الغضب... ولكنه تعلم إخفائها حتى لا يظهر بمظهر الضعيف.
ثانيا: الشهادة أمر متعلق بالذاكرة التي هي جزء من العقل وقد يعبر عن الجزء بالكل في لغة العرب , فنقص العقل هنا ليس نقص شامل وإنما مقيد بالذاكرة, بل بنوع من الذاكرة كما سنرى أما من يربط نقص العقل بنقص الذكاء فهذا خطأ كبير, فحتى لو أخذ بالتعريف الحديث للذكاء"الذكاء ليس فقط القدرة على التفكير والفهم والاستنتاج وحل المشاكل(كما كان قديما)وإنما أيضا الاستيعاب والحدس والتأقلم والإبداع............... [2]"وهو التعريف الذي يجعل من الذكاء العقل في حد ذاته ولاشك أن الذاكرة (من استقبال المعلومة في المخ إلى استرجاعها ) تكون جزء من هذا الذكاء أو العقل ونقص جزء منه لا يعني نقص الكل(نقص نوع من الذاكرة فقط) بل قد تكون أمور أخرى متعلقة بالذكاء, المرأة فيها أفضل من الرجل وهذا هو مفهوم الإسلام للعلاقة بين الرجل والمرأة التي هي علاقة تكامل وليست علاقة تنافس والاختلاف الموجود بينهما اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد.
ثالثا: هل هناك اختلافاً بين ذاكرة المرآة والرجل؟؟ وهل الاختلاف بين الاثنين انتقاص لأحدهما؟؟؟
 نعرف أن الجينوم البشري الذكري لا يطابق إلا بنسبة 94 فقط الجينوم الأنثوي, فما الإشكال في وجود اختلافات في الذاكرة !!؟
بل إن الأبحاث أثبتت أن طريقة تفكير الجنسين مختلفة في حل مشكل ما مع ان النتيجة واحدة فهل هذا انتقاص لأحدهما؟؟؟؟؟؟؟.
 شرح مبسط لعمل الذاكرة:
 تتم في ثلاث مراحل أساسية أ- تحليل المعلومة يتم في الفص الأمامي للمخ (lobe frontal) وتشفيرها (encodage) في لغة عصبية.
 ب- التخزين (stockage),يتطلب وقت للتثبيت وإلا تضيع المعلومة وهو أمر جد معقد والحصين (Hippocampe) يلعب دور مهم جدا )الحُصيْن في علم التشريح، هو ارتفاع مطول دائري يظهر في القرن الصدغي للبطين الوحشي للدماغ (قرن آمون)، ويتكون من منطقة غير عادية من قشرة الدماغ.. الحُصيْن بنية حاسمة من أجل اختزان الذاكرة (بفضل ملايين الوصلات العصبية كما أن القدرة على التخزين لها علاقة بمتانة الوصلات بين العصبونات(synapses) بفعل الوسائط العصبية(neuromédiateurs) والاستيل كولين من أهمها(acétylcholine).
ت- التذكر والاسترجاع(récupération) ثم إن هناك أنواع من الذاكرة + الذاكرة قصيرة الأمد mémoire a court terme)) + الذاكرة البعيدة الأمد (Mémoire a long terme)وفيها أنواع وتقسيمات عديدة حسب نوع المعلومة وأهميتها مؤخرا الكثير من الباحثين يقول أن الذاكرة قصيرة الأمد ما هي إلا جزء من الذاكرة البعيدة الأمد [3].
 آلية النسيان كما جاء في الموسوعة الطبية-الجراحية جزء الأمراض العقلية EMC psychiatrie ب[4]:
قد يكون الخلل أو العامل المؤثر في الذاكرة في أي مرحلة :
 أ‌- عيب في التشفير والتثبيت: نقص الاهتمام بالأمر  القلق  نقص التحفيز ب-نقص في التخزين ت-نقص في سير عملية الاسترجاع
والسبب يكون :  معرفي: تغير الحال والمقام ما بين اكتساب المعلومة والاسترجاع  عاطفي: تقلب في المزاج فمن هو معرض أكثر لهاته العوامل (في أمر شهادة الدين )المرأة أو الرجل؟؟؟ هذا ما سنعرفه ونقوم بتوضيحه
رابعا: بعض الأسباب التي تجعل ذاكرة الرجل أفضل في شهادة الدين وتبين الفروق في الذاكرة بين المرأة والرجل من غير انتقاص لأي من الجنسين
1– نقص الاهتمام بأمر ما سبب مهم لنسيانه [4] ولاشك أن هذا الأمر(التداين )له علاقة بالتنافس ولا يدخل في اهتمامات المرأة عادة, لهذا حتى لو شهدت فعدم تذكر الأمر كثيرا وتثبيته بصورة جيدة في الذاكرة قد يؤدي إلى نسيانه "الاهتمام بأمر ما وتذكره كثيرا يثبته في الذاكرة(الاستدعاء المتكرر لعصبون neurone يدعو إلى تكون بروتينات عديدة في المخ تؤدي إلى وصلات عصبية جديدة مع عصبونات أخرى والتي هي مصدر الذاكرة البعيدة الأمد) " [5] + تجربة سويدية عن الذاكرة البعيدة الأمد للمرأة ذاكرة أقوى فيما يخص الكلام, صور وأحداث يومية ذات شق عاطفي للرجل ذاكرة أقوى فيما يخص التجارب المهنية والتي لها علاقة بالمنافسة والنشاطات الجسمية,أشياء رمزية ومعطيات غير لغوية visuo-spatial memory
2 – ذاكرة عاطفية قوية عند المراة التي قد تفسر الانهيارات العصبية وذلك باسترجاع الاحداث السيئة(وانبه مرة اخرى ان تذكر شيء مع الاهتمام بنقله والتعبير عنه غيرالعاطفة كما سبق شرحه) يعطي العلماء لتفسير هذا الأمر وتبسيطه مثال الانتحار: “محاولات الانتحار عند المرأة عشرة اضعاف عند الرجل فهذا تعبير عن الشعور, بينما نسبة الانتحار ونجاحها عند الرجل اكبر بكثير وهذا هو الشعور نفسه" [1] + تجربة الصور التي لها تأثير عاطفي ’تتذكرها النساء بنسبة 75% ويتذكرها الرجال بنسبة % 60 فقط Canli 2002 psychologie magazine
+ فريق اطباء نفسانيين امريكان اجرى تجربة على رجال ونساء بإعطائهم صور ذات مواضيع متعددة ثم بعد مدة عملوا اختبارات لهم مع عمل تصوير رنين مغناطيسي ورؤية تاثير الصور واسترجاعها على نشاط المخ فوجدوا أن استجابة المرأة للصور ذات الطابع العاطفي أكثر من الرجل [6].
 + دراسة أخرى أثبتت أن: مخ المراة اكثر تنظيما لتذكر واستقبال العواطفتذكر المراة للمؤثرات العاطفية بنسبة اكبر من الرجل في تخزين التجارب العاطفية وتشفيرها في الذاكرة واضح آن ذاكرة المرأة أقوى من الرجل في هذا الأمر.
3– المخ الايسر تحت تاثير الهرمونات الانثوية, الاهتمام بالكلام والاتصال.  الحصين hippocampe تحت تأثير الهرمون الجنسية التستسترون عند الرجل و الاستروجين والبروجسترون عند المرأة أي حسب الدورة الشهرية[7]  المخ الايمن اكثر تطورا عند الرجل تحت تأثير الهرمونات الجنسية وتركيزه الأكبر على كل ما له علاقة بالتنافس (التستسترون ينمي هذا)  المخ الأيسر أكثر تطورا عند المرأة ولكنها تستعمل الاثنين ,تميل أكثر إلى كل ما يتعلق بالكلام والاتصال( بفعل الاستروجين) [8]
4– تأثر الذاكرة بمستوى الهرمونات الجنسية حسب الدورة الشهرية في المرحلة الجيبية (follicular stape) يرتفع الاستروجين ((œstradiol الذي له تأثير سلبي على الذاكرة حسب باحثين ايطاليين وباحثين برازيليين [9]الحيض قد يؤثر على الحالة النفسية ومزاج المرأة وكما عرفنا فان تقلب المزاج يعتبر من أهم أسباب النسيان في مرحلة الاسترجاع [4]
5– تاثير الحمل والولادة أ - دراسة استرالية paththrouh life project تمت على 2500 امراة في سن مابين 20 و 24 سنة من سنة 1999 الى سنة 2007.
 223 اصبحن امهات و 72 حملن تقول البروفسرpr hellen christensen "ولادة المولود في حد ذاته قد يؤذي الذاكرة عند بعض النساء نتيجة تغيرات بيئية وليس نفسية"؟؟ [10] عموما هي ارادت ان تنفي تاثير الحمل المباشر على الذاكرة ولكن اثبتت ان الولادة تؤثر بغض النظر عن السبب ب‌- دراسة استرالية اخرى قام بها فريق علماء في سيدني, نشرتت نتائجها في شبكة BBC ,CNN عنوانها: الحمل هل يؤدي إلى فقدان الذاكرة؟؟؟؟ تقول جوليا هنري Psychologist "الحمل يحدث اضطرابا في الذاكرة وقد يستمر لمدة عام وربما أكثر وهذا لتناقص عدد خلايا الذاكرة" بينما تبقى الأسباب مجهولة كما يقول الدكتور هنري و د.راندل (تغير هرمونات الجسم والتغير السريع في نمط الحياة؟؟)[11] [12] الدراسة نشرت في Journal of Clinical and Experimental Neuropsychology
6– تأثير الهرمونات بعد سن الياس على عمل الذاكرة Hormonothérapie de substitution النساء التي تاخذ هرمونات بعد سن الياس قد تكون لها اعراض جانبية كثيرة ومنها التاثير السلبي على الذاكرةالدراسة ظهرت في the medical journal of the American Academy of Neurology ى[13]
7 – نقص ايون الحديد في الدم نقص ايون الحديد المعتدل يؤذي ذاكرة المراة في تجربة امريكية جرت بجامعة Pennsylvanie usa التجربة تمت على 149 امراة في سن مابين 18 و35 سنة وكانت نتيجتها : نقصان الحديد يبطئ من تفكير المراة وذاكرتها للإشارة فقط هناك%20 من نساء العالم المتقدم و%40 من نساء العالم الثالث تعانين من نقص حاد في الحديد فما بالنا بنسبة من يعانين من نقص معتدل؟ [14] للعلم من أهم أسباب النقص عوامل شبه ملازمة للمرأة في سن الخصوبة كالحمل والعادة الشهرية(خاصة إذا كانت مدتها طويلة مع نزيف حاد)
8 – نقص النوم وأثره في عدم تثبيت المعلومات : النوم عامل مهم جدا في آلية الذاكرة , يتم في بعض مراحله تمتين وتنظيم المعلومات consolidation)),والتخلص من المعلومات غير مهمة في الذاكرة كما اشرنا إليه من قبل [15] [16] لاشك أن المرأة معرضة لهذا النقص أكثر من الرجل لأجل حمل و رضاع وسهر على الأولاد ونحوه........
9 – نقص الحركة من تمارين جسمانية ومشي وهي التي تقوي وتنمي الصلات العصبية المسؤولة على الذاكرة
10- تأثير القلق: القلق من العوامل التي لها تأثير سلبي على الذاكرة خاصة في مرحلة التسفير والتمتين(consolidation)ق [4] تقول الدكتورة francoise Dorn ود.Elisabeth Couzon المختصتين في علم النفس " مع كل التقدم الذي عرفته المرآة ومسيرتها إلا أنها تبقى معرضة للقلق ثلاث أضعاف تعرض الرجل " [17] كما نعرف انه عند القلق يتم إفراز هرمون الكورتيزون cortisol أو هرمون القلق كما يسمى واثبتت الدراسات انه يؤذي الذاكرة في حالة القلق والاضطراب [18]
أثبت Robert M. Sapolsky Pr أن القلق قد يؤذي الحصين مركز الذاكرة بفعل هرمون الكورتزون [19] يقول الكاتب الفرنسي Paul Dewandre وهو من المنظرين في العلاقات الإنسانية "أن المرأة تقوم بعدة مهام في نفس الوقت ولا تنتظر الانتهاء من واحدة حتى تبدأ الأخرى وهذا بفعل استعمالها للمخين" ويشاطره في هذا بعض الأطباء النفسانيين ومنهم [20] Elisabeth Couzon الدراسة التي قامت بها د.Gloria Mark بجامعة كاليفورنيا أظهرت آن القيام بأعمال متعددة في نفس الوقت يجعل الإنسان يعمل أكثر وينتج اقل, وفي النهاية نحصل على مستوى عال من القلق’ من الجهد ومن الضغط. مع انه من الناحية العلمية يصعب اثبات هذا بل ان هناك دراسات اثببت انه لا يوجد تفاوت مهم في عمل المخ بالنسبة لتعدد المهام بين الجنسين تظهر دراسة اخرى ان تفوق ملكة تعدد المهام بالنسبة للمراة له "علاقة بحبها لفعل أشياء متعددة في نفس الوقت" حسب قول باحث آخر [21] الحقيقة ظروف الحياة هي التي تجعل القلق يسيطر على كل نواحي حياة المراة فهي عندها “أنواع متعددة من القلق”(Stress de multi-taches ) كما تقول Elisabeth Couzon
ولا يمكن تفسير قيامها بأشياء كثيرة في نفس الوقت بحبها لفعل هذا مع كل العواقب المعروفة. 11– الامراض النفسية والعصبية : الانهيار العصبي يمثل 1-2 بالمئة ,4/5 الانهيارات تصيب النساء وهو له تأثير سلبي على الذاكرة [22] كما أن بعض الأدوية, كمضادات الاكتئاب تؤدي الى نقص في الوسائط العصبية(acétylcholine) التي لها دور كبير في التذكر
خلاصة: نقول للمشككين في الإسلام العظيم وللذين يحاولون الطعن فيه أن الله مظهر نوره ولو كره الكافرون,نقول لهم أن الإسلام آتى بشريعة منفردة سوت بين الرجل والمرآة بمفهوم الفطرة التي جعلت احدهما يكمل الآخر وليس بمفهوم الغرب المادي الذي جعلها سلعة تباع وتشترى باسم المساواة. تبين لنا أن نقص عقل المرأة المقصود في الحديث نقص نسبي يمس الذاكرة بل ويمس نوع معين منها كما أثبتنا وانه لا ينقص من قدر المرأة لأنها قد تكون أفضل من الرجل في أمور أخرى حتى في الذاكرة نفسها ويبقى هذا الاختلاف سواء في العقل أو الجسم أو غيره بين الجنسين يبين حكمة الخالق ويؤكد على علاقة التكامل بين الجنسين. يقول البروفيسور Serge Ginger “Notre perception du monde est, en effet, fort différente… mais agréablement complémentaire ! »
يستقبل الباحث رسائلكم وتعليقاتكم على البحث على الإيميل التالي:
bebesatt@yahoo.fr
المراجع :
 [1] par Serge Ginger psychologue ; psychothérapeute Professeur de neurosciences à la Sigmund Freud University ,fondateur de l’ecole Parisienne de Gestalt www.sergeginger.net/.../Neurosciences+Congr$C3$A8s +Madrid+2009.pdf [2] Allain Lieuny 2005 http://freinet.org/ne/63/recherche-63.pdf [3] la mémoire et ses troubles ; R. Deschamps, A. Moulignier Encyclopedie médico-chirurgicale neuologie 2005 [4] la machinerie des souvenirs par Claire Boutoleau- Bretonnière, neurologue, praticien hospitalier, Centre Mémoire de ressource et de recherches, CHU de Nantes http://www.tetes-chercheuses.fr/magazines/numero- 7/dossier/neurologie-et-neuropsychologie-302/
[5] C.DenousnéPr émiritésémiologie des troubles de la mémoire EMC psychiatrie 37.115.A10 2007
[6] Proceding of the national of science www.usatoday.com [7] Dr Conner psychologist , www.bendpsychology.com [8] Pr Serge Ginger www.sergeginger.net/.../Neurosciences+Congr$C3$A8s +Madrid+2009.pdf [9] http://cat.inist.fr/?aModele=afficheN&cpsidt= 20599266 [10] www.ftura-science.com
[11] http://www.guardian.co.uk/science/2008/feb/ 03/medicalresearch.pregnancy
[12] http://edition.cnn.com/2008/HEALTH/conditions/ 02/05/pregnancy.memory/index.html [13] Hormone Therapy Influences Brain http://psychcentral.com/news/2009/01/13/ hormone- therapy-influences-brain/3627.html
[14] http://www.cbc.ca/health/story/2004/04/19/ iron040419.html [15] Memory consolidation and the medial temporal lobe:PABLO ALVAREZ*t AND LARRY R.SQUIRE*t§Departments of *Psychiatry and of Neurosciences, University of California, http://www.pnas.org/content/91/15/7041.
full.pdf+html?ijkey=ad79a1dd4326441beec58158fc
1a94aad2215409&keytype2=tf_ipsecsha
[16] http://learnmem.cshlp.org/content/11/6/671.full
[17] http://www.psychonet.fr/2009/07/07/2845-les- motions-ont-la-parole-avec-elizabeth-couzon
[18] Stress- and treatment-induced elevations of cortisol levels associated with impaired declarative memory in healthy adults C. Kirschbaumb, a, O. T. Wolf Center for Psychobiological and Psychosomatic Research, University of Trier,Germany http://www.sciencedirect.com/science?_ob= ArticleURL&_ udi =B6T99-3VXJ9VM17&_user=7975637& _rdoc=1&_fmt=&_orig=search&_sort=d&_docanchor =&view=c&_searchStrId=1056486317&_rerunO rigin=scholar.google&_acct=C000060839&_version=1&_ urlVersion=0&_userid=7975637&md5= eb4b897a2cf09490c1e27c2c35772e34
[19] Robert M. Sapolsky is Associate Professor of Biology and Neuroscience at Stanford University http://www.fi.edu/learn/brain/ stress.html#stressmem ory [20] http://www.dunod.com/auteur-interviews-dunod-323- elisabeth-couzon.html
[21] http://www.theautismnews.com/2009/08/11/is-multi- tasking-bad-for-your-brain-experts-reveal-the-hidden- perils-of-juggling-too-many-jobs/ [22] http://www.medecines-douces.com /impatient/329jan06/femmes_stress.htm

مركز تحميل الصور الاسلامية

تحدي بين مدرس يهودي وطالب مسلم

su-34

أركان الإسلام

a7dathalnihaya