قصة الإسلام
صرّح فضيلة الدكتور راغب السرجاني -المشرف العام على موقع قصة الإسلام- أن المشروع الإسلامي قادر على أن يصنع أمة رائدة قادرة على المنافسة والريادة على العالم أجمع؛ فقد كانت قبل الإسلام بلدة فقيرة في مواردها وفقيرة في قوانينها ودساتيرها وفقيرة في إمكانياتها وفقيرة في وحدتها وقوتها، فلما نزلت الشريعة الإسلامية أضحت الجزيرة العربية ذات حضارة وريادة ومنافسة للحضارات الرومانية والفارسية واليونانية، وما كانت ريادة العرب والمسلمين في مجال دون آخر، بل كانت في كل المجالات العلمية والفكرية والدينية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والسياسية.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها فضيلته في مسجد الرحمن الرحيم (العربي) في طريق صلاح سالم بالقاهرة، وذلك يوم الخميس 31 مارس 2011م، بعد صلاة العشاء.
وأوضح فضيلته أن قوة المسلمين فيما يحملون من منهج ودين قويم من عند رب العالمين، فلا هي اشتراكية ولا رأسمالية، وإنما هي إسلامية صميمة، وعزة المسلمين في إسلامهم، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".
وأكد فضيلته أن تطبيق المنهج الإسلامي يجب أن يرجع فيه إلى فَهم النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وسلف الأمة الصالحين
توسع الكون
قال الله ـ تعالى ـ: " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " (الذاريات:47).
و المقصود بلفظ بأيد أى بقوة و اقتدار، ومنه قوله ـ تعالى ـ: " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ " أي ذا القوة. وموسعون أى جعلنا بينها وبين الأرض سِعَة.
لقد لاحظ عالم الفلك الأمريكي إدوين هابل عام 1929 بواسطة التلسكوب أن النجوم والمجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات هائلة، و فى نفس العام أكد العالمان الفلكيان "همسن" و"هابل" نظرية توسع الكون بالمشاهدة، حيث وضع هابل القاعدة المعروفة باسمه وهي قانون تزايد بُعد المجرات بالنسبة لمجراتنا وبالنسبة لبعضها البعض، وبفضل هذا القانون أمكن حساب عمر الكون التقريبي.
ولتقريب هذه النظرية الى الأذهان فاننا نعطي مثالاً بتجربة مختبرية تعتمد على أنه لو أن هناك مصدر للضوء وهذا المصدر يرصد عن طريق تحليل الضوء فى منشور زجاجى فإن الضوء يتحلل الى أطيافه السبعة ـ وهى الأحمر والبرتقالى والأصفر والأخضر والأزرق والنيلى والبنفسجى ـ فاذا كان المصدر يتحرك بعيداً عن الراصد فنلاحظ أن حزمة الأطياف هذه تنزاح كلها إلى اللون الأحمر، أما اذا كان المصدر يقترب من الراصد فإن حزمة الأطياف تنزاح كلها إلى اللون الأزرق أو البنفسجى، و بنفس الأسلوب يمكننا دراسة النجوم وهل هي تقترب منا أو تبتعد عنا عن طريق تحليل الضوء القادم من النجم، فعندما رصد العلماء النجوم لاحظوا أنها تبتعد عنا؛ لأن حزمة الضوء تنحاز إلى اللون الأحمر، واكتشف العلماء أن المجرات بما تحويه من النجوم هي التي تتباعد عن بعضها البعض بطريقة مستمرة ودائمة، وبذلك فسر العلماء هذه الظاهرة بأنها ناتجة عن توسع الكون نفسه حيث تنساق معه المجرات كلها.
وبصورة عامة فإن المجرات وتجمعات المجرات وأكداس المجرات هي أشبه ما تكون بكتل غازية هائلة من الدخان ما تزال تتوسع وينتشر ويتوسع معها الكون منذ حصل الانفجار العظيم في الكتلة الغازية الأولى، وقد أشارت الموسوعة الفضائية إلى هذه الظاهرة، ولقد أسقطت ظاهرة توسع الكون فرضية أزلية الكون، وثبت علمياً أن للكون بداية ونهاية.
وبالتالى فان وجه الإعجاز في الآية القرآنية الكريمة هو دلالة لفظ " لَمُوسِعُونَ " الذي يفيد الماضي والحاضر والمستقبل على أن الكون في حالة توسُّع مستمر، وهي بذلك تكون شهادة صدق بأن القرآن الكريم هو كلام الله، وأن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " ... مَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى " (النجم:3، 4).
0 التعليقات:
إرسال تعليق