بقلم : د زغلول النجار
(2) " من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين " .
(3) " من أخذ شيئًا من الأرض بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين " .(4) " من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين " .
(5) " من ظلم من الأرض شيئًا طوقه من سبع أرضين " .
وحَدَّثَنِي إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ أَخْبَرَنَا أَبَانُ حَدَّثَنَا يَحْيَى أَنَّ مُحَمَّدَ ابْنَ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ .
ورواه أحمد في مسنده حديث رقم 24947 : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَرْبٌ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ خُصُومَةٌ فِي أَرْضٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا فَقَالَتْ : يَا أَبَا سَلَمَةَ اجْتَنِبِ الأَرْضَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " .
ورواه أيضًا أحمد في مسنده حديث رقم 5481 :
حَدَّثَنَا عَارِمٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :" مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا خُسِفَ بِهِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ ".
ورواه مسلم في صحيحه في كتاب المساقاة حديث رقم 3023 : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ ".
ورواه أحمد في مسنده حديث رقم 1556 :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شَيْئًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " . (صحيح البخاري : كتابا المظالم وبدء الخلق) وهذه الأحاديث : تنهى عن الظلم بصفةٍ عامةٍ , وعن الظلم في اغتصاب الأرض بصفةٍ خاصةٍ , انطلاقاً من قول الحق تبارك وتعالى : " وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ . مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ . وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ العَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ .وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ .وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْوَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالُ . فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ " (إبراهيم:42– 47) .
والآيات القرآنيّة الكريمة , وكذلك الأحاديث النبويّة الشريفة في النهي عن الظلم كثيرةٌ , ولكنّ الأحاديثَ الخمسةََ المُشَار إليها آنفاً تُرَكِّز على الأرضين السبع . وقد حَارَ النّاس في فَهْم دِلالة تلكَ الإشارة الكونيّة , وكَثُرَت تساؤلاتهم :
هل الأرضين السبع هي سبعُ كواكبٍ مُنفَصِلةٍ مثل أرضنا ، لكلِّ أرضٍ منها سماؤُها؟ . وإذا كان كذلك فأين هي ؟ . خاصَّةً وأنّ أعدادَ الكواكبِ في الجزءِ المُدْرَك من السماء الدنيا كثيرةٌ, وقد بدأت البحوث الفلكيّة في اكتشاف أعدادٍ منها على الرّغم من صعوبة ذلك . هل هي من كواكب المجموعة الشمسيّة كما كان يُظَنُّ إلى عهدٍ قريبٍ قبلَ أن يصلَ عدد المُكتَشَف منها إلى أَحَدَ عَشَرَ كوكباَ ؟ ، أم هي سبعُ نُطُقٍ في أرضنا التي نحيا عليها يُغْلِق الخارجُ منها الداخلَ فيها, وتتطابق حول مركزٍ واحدٍ ؟ .
والأحاديث النبويّة الشريفة المُشَار إليها آنفاً تؤيِّد التصوُّر الأخير الذي أثبتته الدراسات الفيزيائيّة لتركيب الأرض الداخليّ على النحو التالي : لُبّ الأرض الصلب : وهو عبارةٌ عن نواةٍ صلبةٍ من الحديد (90%) , والنيكل (9%), مع قليلٍ من العناصر الخفيفة من مثل الكربون, والفوسفور, والكبريت, والسيليكون, والأوكسجين (1%), وهو تركيبٌ قريبٌ من تركيب النيازك الحديديّة مع زيادةٍ واضحةٍ في نسبة الحديد, ويبلغ قطر هذه النواة حاليًا حوالي (2402) كيلو متر, وتُقَدَّر كثافتها بحواليْ 10– 13.5 جرام للسنتيمتر المكعب ؛ ذلك لأن متوسط كثافة صخور القشرة الأرضية ككل هو 5.5 جرام للسنتيمتر المكعب ، وتعتبر تلك النواة الأرض السابعة . نطاق لُبِّ الأرض السائل (الخارجي) : وهو نطاقٌ سائلٌ تقريباً , يحيط باللُبّ الصلب, وله نفس تركيبه الكيميائيّ تقريباً, ولكنّه في حالة انصهار, ويُقَدَّر سُمْكُه بحواليْ (2275) كيلو متر, ويفصله عن اللُبّ الصلب منطقةٌ انتقاليةٌ شبهُ منصهرةٍ يبلغ سُمْكُها (450) كيلو متر, تُعْتَبَر الجزء الأسفل من هذا النطاق الذي يمثل الأرض السادسة, ويكون كل من اللُبّ الصلب والسائل حواليْ 31 % من كتلة الأرض .
النطاق الأسفل من وشاح الأرض (الوشاح السفلي) : وهو نطاقٌ صلبٌ يُحِيط بلُبّ الأرض السائل , ويبلغ سُمْكُه حواليْ (2215) كيلو متر (من عمق 670كم إلى عمق 2885كم) ويفصله عن الوشاح الأَوْسط (الذي يعلوه) مستوى انقطاع للموجات الاهتزازيّة الناتجة عن الزلازل, ويُعْتَبَر هذا النطاق الأرض الخامسة .
النطاق الأوسط من وشاح الأرض (الوشاح الأوسط):وهو نطاقٌ صلبٌ يبلغ سُمْكُه حواليْ (270) كيلو متر, ويَحُدُّه من أعلى وأسفل مستويان من مستويات انقطاع الموجات الاهتزازيّة يقع أحدهما على عمق (670) كيلو متر (ويفصله عن الوشاح الأسفل), ويقع الآخر على عمق (400) كيلو متر تحتَ سطح الأرض, ويَفصِلُه عن الوشاح الأعلى, ويمثِّل هذا النطاق الأرض الرابعة .
النطاق الأعلى من وشاح الأرض (الوشاح العلوي) : وهو نطاقٌ لدنٌ, شبهُ منصهرٍ, عالي الكثافة واللزوجة, تَبْلُغ نسبة الانصهار فيه حواليْ (1%), ولذلك فإنه يُعْرَف باسم نطاق الضَّعف الأرضي, ويَمْتَدُّ بين عمق (65–120) كيلو متر, وعمق (400) كيلو متر تحتَ سطح الأرض, ولذلك يترواح سُمْكُه بين (335) , (380) كيلو متر, ويعتبر هذا النطاق الأرض الثالثة .النطاق السفلي من الغــلاف الصخري للأرض :ويتراوح سُمْكُه بيْن (40) , (60) كيلو متر (بين أعماق 60–80 كيلو مترًا , (120) كيلو متر تحتَ سطح الأرض, ويَحُدُّه من أسفل الحدّ العلويّ لنطاق الضعف الأرضيّ, ومن أعلى خط انقطاع الموجات الاهتزازيّة المعروف باسم "الموهو", ويمثُّلُ هذا النطاق الأرض الثانية .النطاق العلوي من الغلاف الصخري للأرض (قشرة الأرض) :ويتراوح سُمْكُه بيْن (8,5) كيلو مترات تحتَ قِيْعانِ البحار والمحيطات وبيْن (80,60) كيلو متر في المتوسّط تحتَ القارات , ويتكون غالباَ من الصخور الجرانيتيّة المغطاة بسُمْك رقيقٍ من التتابعات الرسوبيّة والتربة , ويَغْلُب على تركيبها العناصر الخفيفة في كُتًل القارات , والصخور القاعديّة وفوقَ القاعديّة وبعض الرسوبيّات في قِيعَان البحار والمحيطات , وتُعْتَبَر قشرة الأرض هي الأرض الأولى .
هذا التفسير يتطابق مع أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - المذكورة في مطلع هذه الكلمة , خاصةً حينما يَذْكُر التعبير المُعْجِز " خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين " مما يشير إلى تطابق تلك الأرضين حولَ مركزٍ واحدٍ, ويُدَعِّمُه قول الحق تبارك وتعالى في سورة إبراهيم , عقب الآيات المُحَذرَة من الظلم والتي أشرنا إليها في الأسطر السابقة : " يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الوَاحِدِ القَهَّار " (إبراهيم: 48) .
وقول عز من قائل في ختام سورة الطلاق : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً " (الطلاق:12) .وقوله سبحانه وتعالى في سورة الملك : " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ . ثُمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ " (الملك:3– 4) .
و " طباقًا " هنا معناها متطابقة حولَ مركزٍ واحدٍ , يُغَلِّف الخارجُ منها الداخلَ فيها , وليست طباقًاً بمعنى طبقات بعضُها فوقَ بعضٍ بهيئةٍ أفقيةٍ كما تَصَوَّرَها البعضُ من قبل , ورَحِمَ الله اليقاعي الذي قال :" طباقًا "أي : ذاتُ أطباقٍ , بحيثُ يكون كلُّ جزءٍ منها مطابقاً للجزء من الأخرى , ولا يكون جزءٌ منها خارجًا عن ذلك , وهي لا تكون كذلك إلا أن تكون الأرض كُرَوِيَّةً , والسماء الدنيا مُحِيطَةٌ بها إحاطة قشر البيضة من جميع الجوانب , والسماء الثانية مُحِيطَةٌ بالسماء الدنيا , وهكذا إلى أن يكون العرش مُحِيطًا بالكلِّ , والكُرسِيّ الذي هو أقربُها بالنسبة إليه كحلقةٍ في فلاةٍ , فما ظَنُّكَ بما تَحتَه , وكلُّ سماءِ من التي فوقَها بهذه النِّسبة , وقد قرَّر أهلُ الهيئةِ أنَّها كذلك , وليس في الشرع ما يُخَالِفُه , بل ظاهُرُه يُوَافِقُه .
رواه البخاري في صحيحه كتاب الجمعة حديث رقم 838:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِي اللَّهُ عَنْهُـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ : " لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى أَوْ عَلَى النَّاسِ لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاةٍ ".وأيضًا رواه مسلم في صحيحه كتاب الطهارة حديث رقم 370:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالُوا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ : " لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَفِي حَدِيثِ زُهَيْرٍ (عََلَى أُمَّتِي) لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ " (البخاري ومسلم).
من هدي المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحث على استخدام السواك مع كل صلاة ـ أي خمس مرات في اليوم والليلة على أقل تقدير ـ والسواك ـ المسواك ـ هو عود من شجيرة تعرف باسم (الأراك)، وقد يتخذ من غيرها من الشجيرات من مثل الزيتون البري ـ العُتْم ـ أو من شجيرة السَّمْبُر, ولكن أفضل السواك ما اتخذ من المدادات الأرضية لشجيرة (الأراك)، لما أنه قد يتخذ من فروعها الخضراء، وهي الجودة من المساويك المتخذة من المدادات الأرضية.
وجمع السواك (سُوُك) بضم الواو, وجمع المسواك (مَسَاوِيْك)، ويقال (سَوَّكَ فاه تسويكًا) أي نظَّفه باستخدام (المسواك), ولكن إذا قيل (تسوَّك) أو (استاك) لا يُذكر الفم.
وشجيرة الأراك تنمو في الجزيرة العربية, وفي غيره من المناطق الجافة في كلٍ من غربي آسيا وشمالي أفريقيا, وهي شجيرة كثيرة الفروع, مخضرَّة الأوراق, باصفرار قليل, دقيقة الأزهار والثمار, وتعرف ثمارها باسم (الكباث), وهي على هيئة الكرات الصغيرة التي تبدأ حمراء اللون ثم تسودُّ, وتحتوي على مواد حريفة فاتحة للشهية.
وقد جاءت وصية المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمواظبة على استخدام السواك في عدد من أحاديثه الشريفة، منها ما رواه كلٌ من البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة – رضي الله عنهما – عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والذي نصه : " لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة "، ومنها ما رواه كلٌ من النسائي وابن خزيمة عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونصه : " السواك مطهرة للفم , ومرضاة للرب ".روى النسائي في سننه، كتاب الطهارة، حديث رقم 5:
أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ يَزِيدَ وَهُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَتِيقٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ:" السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ ".
ورواه أيضًا أحمد في مسنده حديث رقم 7 في مسند العشرة المبشرين بالجنة:
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: " السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ ". وقد أثبتت الدراسات المختبرية على عود الأراك ـ السواك ـ أنه يحتوي على العديد من المركبات الكيميائية التي تحفظ الأسنان من التسوس والتلوث, وتحفظ اللثة من الالتهابات من مثل حمض التانيك ـ العَفْص ـ ومركبات كيميائية أخرى من زيت الخردل وسكر العنب لها رائحة حادة, وطعم لاذع، ولها قدرة فائقة في القضاء على جراثيم الفم, بالإضافة إلى العديد من المواد العطرية, والسكرية، والصمغية, والمعدنية, والشعيرات الطبيعية من الألياف النباتية الحاوية على كربونات الصوديوم, وهي مادة تستخدم في تحضير معاجين الأسنان.
وهذه معلومات لم تكن متوفرة في زمن الوحي ولا لقرون من بعده والتوجيه من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ باستخدام السواك عند كل صلاة هو سبق علمي وسلوكي بكل أبعاده, وحرص على طهارة الفم والأسنان ونظافتهما؛ لأن الفم هو مدخل الطعام إلى الجهاز الهضمي في جسم الإنسان, وحينما يمضغ الطعام فيه تبقى منه بقايا عالقة بين الأسنان وباللثة, وهذه إذا لم تنظف تتعفن, وتملأ الفم بالفطريات والجراثيم التي قد تكون سبباً في كثير من الأمراض, بالإضافة إلى ما تنتجه من روائح كريهة ومنفرة من صاحبها.
من هنا كانت وصية المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ باستخدام السواك عند كل صلاة لتطهير الفم والأسنان من فضلات الطعام, وتزكية رائحتهما, وحمايتهما, وحماية بقية الجسد الذي يحملهما من الإصابة بالعديد من الأمراض.
وهنا يبرز التساؤل المنطقي: من الذي علَّم هذا النبي الخاتم بفائدة السواك، فيوصي باستخدامه عند كل صلاة, وذلك من قبل ألف وأربعمائة سنة, أي في زمن لم يكن فيه إدراك لمخاطر تلوث الفم والأسنان ببقايا الطعام ؟، ولماذا التوصية بـ(الأراك) على وجه التخصيص، ولم يكن أحد يعلم شيئاً عن تركيبه الكيميائي حتى عشرات قليلة من السنين التي مضت في ختام القرن العشرين.
وللإجابة على هذه التساؤلات أقول: إن سبق أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لكل المعارف المُكتسَبة بألف وأربعمائة سنة على الأقل بالإشارة إلى فوائد السواك في تطهير الفم والأسنان لا يمكن لعاقل أن يتصور مصدرًا له غير الله الخالق, وأن التوصية باختيار (الأراك) على وجه الخصوص لا يمكن أن يكون لها مصدر غير الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وورود هذه الحقيقة العلمية على لسان نبي أمي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين مما يشهد له بالنبوة والرسالة، وإبراز هذه الجوانب العلمية في أحاديث المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديثه وفي الوحي الذي أُنزل إليه ـ القرآن الكريم ـ هو من أنجح أساليب الدعوة إلى الله في زمن العلم والتقنية الذي نعيشه، وهو زمن فُتن الناس فيه بالعلوم ومعطياتها فتنة كبيرة, ولم تعد قضايا الدين تحرك في قلوبهم أو عقولهم ساكناً, وأصبحوا في أمسِّ الحاجة إلى أدلة مادية ملموسة تدعوهم إلى الإيمان ببعثة هذا النبي الخاتم والرسول الخاتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي ختمت ببعثته النبوات, وتكاملت في رسالته كل الرسالات, ووصفه ربه ـ تبارك وتعالى ـ بأنه : " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى " (النجم:4,3).
فصلى الله وسلم وبارك عليه, وعلى آله وصحبه, ومن تبع هداه, ودعا بدعوته إلى يوم الدين.
" لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا " (مسلم).روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا " رواه الإمام مسلم في صحيحه حديث رقم 1681 و حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا " رواه الإمام أحمد في مسنده حديث رقم 8477 , 9026 .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا وَحَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَمَكَّةَ لا يَخَافُ إِلَّا ضَلالَ الطَّرِيقِ ، وَحَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ . قَالُوا : وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ " .
وهذا الحديث الشريف من المعجزات العلمية التي تصف حقيقةً كونيةً لم يدركْها العلماء إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين ، حين ثبت لهم بأدلة قاطعة أن جزيرة العرب كانت في القديم مروجًا وأنهارًا , كما تشير الدراسات المناخية إلى أن تلك الصحراء القاحلة في طريقها الآن للعودة مروجًا وأنهاراً مرة أخرى , وذلك لأن كوكب الأرض يمرّ – في تاريخه الطويل – بدوراتٍ مناخيةٍ مُتقلِّبةٍ تتم على مراحل زمنيةٍ طويلةٍ ومتدرجةٍ ، كما قد تكون فجائيةً ومتسارعةً , فعلى سبيل المثال أدرك علماء الأرض منذُ قرنٍ ونصف تقريبًا أن أرضنا قد مرَّت بعددٍ من دورات زحف الجليد على اليابسة، تعرف باسم " الدورات الجليدية " ، يتحرّك خلالها الجليد من أحد قطبي الأرض - أو منهما معًا - في اتجاه خط الاستواء , وينحسر في عددٍ من المرات في الدورة الواحدة . وقد وُضِعت نظرياتٌ عديدةٌ لتفسير كيفيّة دخول الأرض في هذه الدورات الجليديّة ، تتلخص في نقص كميّة الطاقة الشمسيّة الواصلة إلى ذلك الكوكب نتيجةً للتغيّرات الدوريّة في شكل مداره حولَ الشمس وقبلَ محوره على هذا المدار، واختلاف معدل ترنُّحه حول محوره ، ضِفْ إلى ذلك زحف القارات عبر المناطق المناخيّة المختلفة كنتيجةٍ حتميّة لِتحرّك ألواح الغلاف الصخريّ للأرض .
وفي أثناء الزحف الجليديّ على اليابسة , تتحول البلاد في مناطق خطوط العرض العليا إلى صحارى جليديّةٍ قاحلةٍ تموت فيها النباتات , وتهرب الحيوانات , بينما يتحول الحزام الصحراويّ الممتد من موريتانيا غربًا إلى أوساط آسيا شرقًاً إلى منطقة مطرٍ غزيرٍ , وفي أثناء هذه الدورات المطيرة شُقّت كلُّ الأودية الجافّة التي تنتشر في صحارى تلك المنطقة اليوم , وكانت أنهارًا متدفقةً في القديم ثم جفّت مع تناقص كميّة الأمطار ، فهذه الأودية الجافة لا يمكن أن يكون سبب شقِّها عاملٌ غيرُ المياه الجارية . وبدراساتٍ متأنيةٍ ، ثَبَتَ لنا أنّ جزيرة العرب قد مرّت في خلال الثلاثين ألف سنة الماضية بسبع فتراتٍ مطيرة ، تخلّلت ثمانيَ فتراتٍ جافّة , تمرّ حالياً بالفترة الثامنة منه .
وتشير الدراسات المناخية إلى أنّنا مُقدِمون على فترةٍ مطيرةٍ جديدةٍ ، شواهدُها بداياتُ زحف للجليد في نصف الكرة الشماليّ باتجاه الجنوب , وانخفاضٌ ملحوظٌ في درجات حرارة فصل الشتاء , ولولا التزايدُ المطَّرد في معدلات التلوث البيئيّ التي تُزيد من ظاهرة الاحتباس الحراريّ ، لشاهدْنا زحف الجليد على كلٍّ من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا في زماننا الراهن .
وفي فترات المطر ، كُسِيَت الجزيرة العربية بالمروج الخضراء , وتدفَّقت الأنهار بالمياه الجارية , وتحوَّلت المنخفضات إلى بحيراتٍ زاخرةٍ بالحياة , وعُمِّرت اليابسة بمختلف صور الحياة الأرضيّة , كما وصفها حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي نحن بصدده - وحتى صحراء الربع الخالي - والتي تعتبر اليوم واحدةً من أكثر أجزاء الأرض قحولةً وجفافاً - ثَبُتَ أنّ بها أعدادًا من البحيرات الجافّة , والمجاري المائية القديمة المدفونة تحت رمالها السّافية , وأنّ تلك البحيرات والمجاري المائية كانت زاخرةً بالحياة , ومتدفقةً بالمياه إلى زمن قوم عاد ، الذين أقاموا في جنوب الجزيرة العربية حضارةً ماديّةً لم يكن يدانيها في ازدهارها الماديّ حضارةٌ أخرى في زمانها , وكانت تلك الحضارة تُصَدِّر إلى أوروبا (البدائية في ذلك الوقت) الفواكهَ المجفَّفة , والبذور, والبخور, والعطور, والأخشاب, والذهب والفضة, فلمّا جاء إلى قوم عاد نبيُّهم ورسولُهم سيدنا هود - عليه السلام - بالهداية الربانيّة, بدعوة التوحيد الخالص لله تعالى, وعبادتِهِ بما أَمَرَ, والقيامِ بواجبات الاستخلاف في الأرض وعمرانها, وإقامةِ عدلِ اللهِ فيها, كَفَرُوا بربِّهم, وجَحَدُوا بآياتِه, وعَصَوْا رُسُلَهَ ، وكَذّبوهم ، واستكبروا في الأرض بغير الحق ؛ فأرسل الله تعالى عليهم المطر, وأرسل الريح العقيم فطَمَرَتهم, وطَمَرَت حضارتهم برمالها, وقَطَعَت دابرهم, وجَعلتهم كَالرَّمِيم, وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى :" فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ . فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ " (فصلت: 16,15) .
وقد وَصَفَ الحضارةَ الماديّة لقوم عاد أثناءَ ازدهارها اثنان من المؤرخين القدامى ، كان أولهما بطليموس الإسكندريّ الذي كان أميناً لمكتبة الإسكندريّة، وقام برسم الأنهار المتدفِّقة في منطقة الربع الخالي الحالية بتفرعاتها, والبحيرات التي كانت تفيض إليها , وكان ثانيْهما هو يليني الكبير , أحدُ مؤرخي الحضارة الرومانيّة والذي وصف حضارةَ عاد بأنها لم يكن يدانيها في زمانها حضارةٌ أخرى .
وتمثّلُ فترة الأمطار الغزيرة الأخيرة في شبه الجزيرة العربيّة في خلال الثلاثين ألف سنة الماضية نهايات العصر الجليديّ الأخير الذي عمّ الأرض خلال المليونيْ سنة الأخيرة في دوراتٍ متتاليةٍ من زحف الجليد وانحساره، تركت بصماتِها واضحةً على أشكال سطح الأرض الحالية بصفةٍ عامةٍ, وفي نصفها الشماليّ بصفةٍ خاصةٍ . وقد أحصى العلماء من تلك الدورات عشرين دورةً استغرقت كلٌّ منها حواليْ المائةَ ألفِ سنة, كان نصفها دورات زحف جليديّ تخلّلتها عشرةُ دوراتٍ من دورات انحسار هذا الزحف الجليديّ . ونعيش اليومَ في نهاية آخر دورة من دورات هذا الانحسار الجليديّ, ويبشّر العلماء ببداية دورةٍ من دورات هذا الانحسار الجليديّ, ويبشّر العلماء ببداية دورةٍ جليدية جديدة قريبًا إن شاء الله, وقد بدأت شواهد هذا بالفعل .
وليس دخول الأرض في دورةٍ من دورات زحف الجليد على اليابسة بالأمر المُستَغرَب ؛ فقد حدث في تاريخ الأرض الطويل عدةَ مراتٍ, آثاره مُدَوَّنَةٌ بدقِّة فائقةٍ في صخور الأرض منها اثنتان في أحقاب ما قبل الكمبري ، إحداهما في حدود بليونيْ سنةٍ مَضَتْ, والأخرى منذ ستمائة مليون سنةٍ, واثنتان في صخور حُقَب الحياة القديمة ، أولاهما في حدود 400 إلى 440 مليون سنةٍ مضت (العصر الأودوفيشي – السيليوري)، والأخرى في حدود 250 – 300 مليون سنة مضت (العصرين الكربوني واليربي)، وقد تركت الأولى آثارها على الثُلُث الشماليّ من الجزيرة العربية. وتركت الثانيةُ آثارَها على ثُلُثِها الجنوبيّ , وكان الزحف الجليديّ فيها قادماً من شبه القارّة الهنديّة، التي كانت في ذلك الوقت موجودةً في جنوب الجزيرة العربية وملتحمةً معها ومع كل من القارات الإفريقية, والأسترالية, والأمريكية الجنوبية مُكَوِّنَةً قارّةً عُظْمَى واحدةً أطلق عليها العلماء اسم "جُندُوَانا" .
هذه الحقائق لم يتوصَّلْ الإنسان إلى معرفتها إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين, وإشارةُ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إليها في حديثه الكريم "تعود جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا" مما يشهد له بالنبوّة وبالرّسالة, وبأنّه - عليه الصلاة وأزكى التسليم - كان دومًا مَوْصُولاً بالوَحْي, ومُعَلَّماً من قِبَل خالق السماوات والأرض .
وهذا الحديث الشريف أخرجه الحاكم في المستدرك برقم 3520 (الجزء الثاني , ص 403 من طبعة الهند) مروياً عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بلفظ : " ما من عام بأمطر من عام , ولكن الله يَصْرِفُهُ ـ أو يُصَرِّفُه ـ .
وعلى الرغم من أن النص الأول موقوف على ابن مسعود ، والنص الثاني موقوف على ابن عباس ـ رضي الله عنا وعنهم أجمعين ـ , مما دفع ببعض دارسي الحديث إلى تضعيف الرفع لعدم فهم دلالته العلمية , فإن هذا الحديث الشريف يمثل سبقًا علمياً للمعارف الإنسانية بأكثر من ألف وأربعمائة سنة , كما يمثل نصاً رائعاً من نصوص الإعجاز العلمي في أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .ومن هنا تأتي قوته , فقد ثبت لنا بعد دراسات مستفيضة لتقدير كمية الماء على سطح الأرض أنها كمية هائلة إذ تقدر بحوالي 1360 مليون كيلو متر مكعب , أغلبها (79.20%) على هيئة ماء مالح في البحار والمحيطات , بينما تتجمع الكمية الباقية (2.80%) على هيئة الماء العذب بأشكاله الثلاثة ـ الصلبة , والسائلة , والغازية ـ ، منها (2.15%) من مجموع ماء الأرض على هيئة تراكمات الجليد فوق المنطقتين القطبيتين من الأرض , وعلى قمم جبالها , والماء الباقي وتقدر كميته بحوالي (0.65%) من مجموع مياه الأرض يختزن أغلبه في الطبقات المسامية من صخور القشرة الأرضية على هيئة ماء تحت سطح الأرض , تليه في الكثرة النسبية مياه البحيرات العذبة , ثم الماء المختزن على هيئة رطوبة في تربة الأرض , ويليه بخار الماء في الغلاف الغازي للأرض ـ رطوبة الغلاف الغازي ـ ، ثم المياه الجارية في الأنهار , وتفرعاتها .
والماء يغطي حوالي (71%) من مساحة سطح الأرض المُقدَّرة بحوالي 510 مليون كيلو متراً مربعاً , أي : إن مساحة المسطحات المائية فوق الأرض تقدر بحوالي 361 مليون متراً مربعاً ، بينما تقدر مساحة اليابسة بحوالي 149 مليون كيلو متراً مربعاً . وعلى ذلك فإن معدل البَخْر من أسطح البحار والمحيطات يقدر بحوالي 320.000 كيلو متر مكعب من الماء في كل عام , بينما يُقدَّر معدل البخر من اليابسة بحوالي 60.000 كيلو متر مكعب , وبجمع هذين الرقمين يتضح أن دورة الماء بين الأرض وغلافها الغازي تبلغ 380.000 كيلو متر مكعب في السنة , وأغلب هذه الكمية يتبخر من المناطق الاستوائية، حيث يصل متوسط درجة الحرارة السنوي إلى 25 درجة مئوية . وعندما يتبخر الماء من أسطح كل من البحار والمحيطات واليابسة الأرضية، فإنه يرتفع بفعل قلة كثافته , وبدفع التيارات الهوائية له إلى النطاق الأسفل من الغلاف الغازي للأرض (نطاق التغيرات المناخية) ، وهو يتميز بالتبرد مع الارتفاع حتى تصل درجة حرارته إلى ناقص 80 درجة مئوية فوق خط الاستواء , وفي هذا النطاق البارد يتكثف بخار الماء الصاعد من الأرض ويعود إليها بإذن الله ـ تعالى ـ , مطرًا أو ثلجًا , أو بردًا , أو طلاً ـ على هيئة الشابورة أو الندى ـ .
والماء في عودته إلى الأرض يصرفه الله ـ تعالى ـ بحكمة بالغة، حيث ينزل على اليابسة قدراً أعلى مما يتبخر من أسطحها ـ 96.000 كيلو مترًا مكعبًا مقابل 60.000 كيلو مترًا مكعبًا مجموع المتبخر منها ـ ، بينما ينزل على البحار والمحيطات قدرًا أقل عما يتبخر من أسطحاه 284.000 كيلو متراً مكعباً في مقابل 320.000 كيلو متراً مكعباً يتبخر منها , والفارق بين هذين الرقمين هو نفس الفارق بين كميتي المطر والبخر على اليابسة , ويقدر بـ 36.000 كيلو متراً مكعباً من الماء يفيض من اليابسة إلى البحار والمحيطات في كل عام .
ودورة الماء حول الأرض دورة معجزة تشهد لله الخالق بطلاقة القدرة , وعظيم الصنعة , وإحكام الخلق , فكميتها في مجموعها ثابتة , ومحسوبة بما يكفي متطلبات الحياة على الأرض , والدورة ذاتها بين البخر والمطر تعمل على تنقية مياه الأرض التي يحيا ويموت فيها بلايين الأفراد من صور الحياة المختلفة , وهي تعمل على حفظ التوازن الحراري على سطح الأرض , وعلى التقليل من شدة حرارة الشمس في الصيف , فيعمل على تقليل الفرق بين درجتي الحرارة صيفًا وشتاءً , وذلك لصون الحياة الأرضية بمختلف أشكالها
ولما كان مجموع ما يتبخر من ماء الأرض إلى غلافها الغازي ثابتًا في كل عام ، ومجموع ما يحمل هذا الغلاف الغازي من بخار الماء ثابت كذلك على مدار السنة ، فإن مجموع ما ينزل من مطر إلى الأرض يبقى ثابتاً في كل سنة , وإن تباينت كميات سقوطه من مكان إلى آخر حسب مشيئة الله . ويبلغ متوسط سقوط المطر على سطح الأرض اليوم 85.7 سنتيمترًا مكعبًا في السنة , وتتراوح كمياته بين الصفر في المناطق الصحراوية الجافة والقاحلة و 11.45 مترًا مكعبًا في السنة في جزرهاواي .
وهذه الملاحظات الدقيقة التي لم يستطع الإنسان الوصول إليها إلا في أواخر القرن العشرين سبقتها بأربعة عشر قرنًا أو يزيد أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي قال فيها : " ما من عام بأقل مطرًا من عام " . وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ما من عام بأمطر من عام , ولكن الله يَصْرِفُهُ ـ أو يُصَرِّفه ـ " .
وهذه الحقيقة العلمية التي نطق بها خاتم الأنبياء والمرسلين لا يمكن أن يكون لها مصدر إلا وحي السماء , فصلى الله وسلم وبارك على هذا النبي الخاتم , والرسول الخاتم , وعلى آله وصحبه وسلم , وعلى كل من تبع هداه , ودعا بدعوته إلى يوم الدين .
على الرّغم من وجود ضعفٍ في إسناد الحديث ، إلاَّ أنَّ به سّبْقَاً علمياً مُعْجِزًا , والذين سمعوا هذا الحديث الشريف فهموا إنزال كلٍ من النّار والماء والمِلْح من السَّماء إلى الأرض , ولكنّهم لم يستطيعوا في زمانهم استيعابَ فكرة إنزال الحديد من السماء إلى الأرض , على الرّغم من وجود إشارةٍ واضحةٍ إليها في كتاب الله حيث يقول (عز من قائل) : " وَأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ "(الحديد:25) .
وعلى ذلك فإنّ أغلب الذين تعرَّضوا لشرح كلٍ من هذه الآية القرآنية الكريمة , والحديث النبويّ الشريف فَسَّروا (الإنزال) بأنه استعارةٌ لِخَلْق وإيجاد عنصر الحديد .
ولكنْ في العقود المتأخِّرة من القرن العشرين اتَّجَه علماء الفَلَك والفيزياء الفلكيَّة إلى دراسة التركيب الكيميائيّ للجزء المُدْرَك من الكَوْن وأبسطها ، ففوجئوا بأنَّ العنصر الغالب فيه هو غاز الأيدروجين (أخفُّ العناصر, وأبسطها بناءً) الذي يُكَوِّن أكثرَ من 74% من مادة الكَوْن المَنْظُور, ويليه في الكثرة غاز الهيليوم (العنصر الثاني في الجدول الدوريّ للعناصر) والذي يُكَوِّن 24% من مادة الكون المَنْظُور ، وأنَّ باقي 105 عنصر تَعَرَّف عليها الإنسان والتي يُقَدَّر عددها اليوم بمائةٍ وخمسة عنصرٍ يُكَوِّنُون أَقَلَّ من 2% من مادة الكون المَنْظُور . هذه الملاحظة أَدَّت إلى الاستنتاج المنطقيّ أنَّ كافَّة العناصر المعروفة لنا قد خُلِقَت من غاز الأيدروجين بِتَكَثُّفِه على ذاته, واتِّحاد نوى ذراته مع بعضِها البعض . وبالنَّظر في الشَّمس ثَبَتَ أنَّ وقودها غاز الأيدروجين الذي تتحد نوى ذراته مع بعضِها البعض لتُكَوِّن نوى ذرات الهيليوم وتنطلق الطاقة الهائلة التي أَعْطَت لُبَّ الشمس حرارةً تُقَدَّر بحواليْ 15 مليون درجةٍ مئويةٍ ولسطحها ستة آلافِ درجةٍ مئويةٍ , ولألسنة اللهب المندفعة من داخلها حواليْ المليون درجة مئوية , وثبت أيضًا أنَّ عمليَّة الاندماج النووي في قلب الشمس لا تصل أبدًا إلى إنتاج أيَّة عناصرَ ثقيلةٍ فضلاً عن إنتاج الحديد , فلا يتكون في داخل الشمس بهذه العمليِّة سوى الهيليوم ، ونِسَبٌ ضئيلةٌ من العناصر القليلة التي تلي هذا الغاز في الجدول الدوريّ للعناصر . وهنا برز التَّسَاؤل : من أيْن جاءت الكميَّة الهائلة من حديد الأرض؟ والتي تفوق ثُلُثَ كتلة الأرض المُقَدَّرَة بحواليْ ستة آلاف مليون مليون مليون طنًا (أي : 6 x 10 18 طنًا من الحديد)؟ .
بالدراسة المُسْتَفِيضَة ثَبَتَ أنَّ النَُجوم تمرُّ بمراحلَ عدةٍ في تاريخ حياتها، منها مراحلٌ تتوهَّج فيها تَوَهُّجاً شديدًا ؛ فَتُعْرَف باسم : المستعرات والمستعرات العظمى , وإنَّ درجة حرارة لُبّ النُّجوم في تلك المرحلة تتعَدَّى عشراتِ البلايين من الدرجات المُطْلَقَة, وأنَّ لُبَّ هذه المستعرات والمستعرات العظمى هي الأماكن الوحيدة المعروفة لنا في صفحة الجزء المُدْرَك من الكَوْن ، التي تتم فيها عملية الاندماج النوويّ حَتَّى يتحولَ لُبُّ النَّجْم بالكامل إلى حديد, وبِتَحَوُّلِه إلى حديد يَسْتَهْلِك طاقة النَّجم بالكامل فينفجر وتتناثر أشلاؤُه في صفحة الكون, وبذلك يصل الحديد إلى عددٍ من أَجْرَام السَّماء من مثل كَوْكَب الأرض, تمامًا كما تَصِلُنَا نيازك الحديد اليوم . هذه الملاحظة الصحيحة قادت إلى التَصَوُّر الصحيح أنَّ الأرض عندَ انفصالِها عن الشَّمس (أو عن السحابة الكونية التي نشأت عنها مجموعتنا الشمسية) لم تكن سوى كَوْمَةٍ من الرَّماد ليس فيها عناصر أعلى من الألومنيوم والسيليكون, ثم رُجِمَت بِوَابِلٍ من النيازك الحديديَّة, والصَخريَّة, والحديديَّة الصخريَّة, التي تَحَرَّكَت بِحُكْم كثافتها الأعلى من كثافة الأرض الابتدائيَّة (كومة الرماد) ، فتَحَرَّكَت إلى مركز تلك الكَوْمَة حيثُ انصهرت بحرارة الاستقرار وصهرت كَوْمَة الرَّماد, ومَايَزَتْهَا إلى سَبْعِ أرضين: لُبٌّ صلبٌ (أغلبه من الحديد 90% , والنيكل 9% , وعناصرَ أخرى 1%), ولُبٌّ سائلٌ (له نفس التركيب الكيميائيّ) ثلاثة أوشحةٍ متتاليةٍ تتناقص فيها نسبة الحديد من الداخلِ إلى الخارجِ, ثُمَّ الجزء السفليّ من الغلاف الصخريّ للأرض, ويليه إلى الخارج الجزء العلويّ من الغلاف الصخريّ للأرض (قشرة الأرض وبها 5.6% حديد) .
بهذه الملاحظات ثَبَتَ أنَّ كُلَّ حديد الأرض قد أَنْزِلَ إليها إنزالاً حقيقيًا من السَّماء تَصْدِيقًا لَمَّا جاء في كتاب الله, وفي هذا الحديث الذي نحن بصدده من أقوال رسول - الله صلى الله عليه وسلم - . ولَوْلا حديد الأرض ما كان له هذا المجال المِغْنَاطِيسِي الذي يَمْسِك بغلافها الغازيّ والمائيّ, وبكافَّة صورة الحياة على سطحها, ولو لَمْ ينزلْ الحديد إلى الأرض من السَّماء ما كانت الحياة؛ لأنَّ الحديد يُشَكِّل جزءًا مهمًا من المادة الحمراء في دِمِ الإنسان, وفي دماء العديد من الحيوانات, ما يُشَكِّل جزءًا مهمًا كذلك من المادة الخضراء والتي بدونها ما كانت النباتات . ويَعْجَبُ الإنسان من هذه الإشارة العلميَّة الدقيقة ... إنزال الحديد إلى الأرض من السَّماء في كُلٍ من كتاب الله, وفي هذا الحديث من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قبل ألفٍ وأربعمائة سنة, وهي حقيقةٌ لم يتوصلْ إليها الإنسان إلا منذُ عشراتٍ قليلةٍ من السنين, وهي شهادة حقٍ على أنَّ القرآن الكريم هو كلام الله الخالق , وأنَّ هذا النبيَّ الخاتم - صلى الله عليه وسلم - , كان موصولاً بالوحي , ومُعَلَّمًا من قِبَلِ خالق السماوات والأرض " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى " (النجم:3-4) .
قال الزهري: فمضت السنة بأن يرش بول الصبي ويغسل بول الجارية، قال الزهري: فيستسعط للعذرة، ويلد لذات الجنب. في مسند الإمام أحمد : حدثنا عثمان بن عمر قال أخبرنا يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أم قيس بنت محصن إحدى بني أسد بن خزيمة، وكانت من المهاجرات الأول اللائي بايعن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: فأخبرتني أنها أتت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بابن لها لم يبلغ أن يأكل الطعام، فذكر الحديث وقال: " علام تدغرن أولادكن ؟ ". قال حدثنا محمد بن جعفر وقال حدثنا معمر قال حدثنا الزهري عن عبيد الله بن عتبة بن مسعود عن أم قيس بنت محصن أنها جاءت بابن لها وقد أعلقت عليه من العذرة، فقال لها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " علام تدغرن أولادكن بهذه العلق ؟. عليكن بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب " ،ثم أخذ الصبي، فبال عليه فدعا بماء فنضحه.قال ابن شهاب مضت السنة بذلك. في صحيح مسلم :حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالوا حدثنا إسمعيل يعنون ابن جعفر عن حميد قال: سئل أنس بن مالك عن كسب الحجام فقال: احتجم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حجمه أبو طيبة، فأمر له بصاعين من طعام وكلم أهله، فوضعوا عنه من خراجه، وقال: " إن أفضل ما تداويتم به الحجامة، أو هو من أمثل دوائكم ". حدثنا ابن أبي عمر حدثنا مروان ـ يعني الفزاري ـ عن حميد قال: سئل أنس عن كسب الحجام، فذكر بمثله غير أنه قال: " إن أفضل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري، ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز ". في مسند الإمام أحمد: حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أنس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري، ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز ".في مسند الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية وابن أبي غنية المعنى قالا حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: دخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أم سلمة. قال ابن أبي غنية دخل على عائشة بصبي يسيل منخراه دماً. قال أبو معاوية في حديثه وعندها صبي يبعث منخراه دماً. قال فقال: " ما لهذا ؟ ". قال فقالوا: به العذرة. قال فقال: " علام تعذبن أولادكن ؟، إنما يكفي إحداكن أن تأخذ قسطاً هندياً فتحكه بماء سبع مرات، ثم توجره إياه ". قال ابن أبي غنية: " ثم تسعطه إياه " ففعلوا فبرأ.في مسند الإمام أحمد : حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن خالد الحذاء قال: سمعت أبا عبد الله ميموناً يحدث عن زيد بن أرقم أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمرهم أن يتداووا من ذات الجنب بالعود الهندي والزيت.
0 التعليقات:
إرسال تعليق